الحرب الباردة
المظهر العسكري : يشمل
سباق التسلح التقليدي النووي الاستراتيجي , ويشمل إنشاء أحلاف مثل حلف ناتو وحلف
وارسو واحلاف اخرى اهمها حلف S.E.A.T.O اي حلف دول
جنوب شرق اسيا وحلف بغداد المتعلق بدول الشرق الاوسط سنة 1955 الذي يخدم اهداف
ومصالح دول الغرب .
المظهر الاقتصادي : دول الغرب لم تتعامل
بشكل واسع اقتصاديا وتجاريا مع الكتلة الشرقية فالحركة التجارية بينها كانت محدودة
جدا ودول الغرب انشأت سوقا اوروبية مشتركة سنة 1957 (معاهدة روما التي قضت بتوحيد
اوروبا اقتصاديا ثم سياسيا ) كما ان الولايات المتحدة لم تستثمر اموالا لها في
الاتحاد السوفيتي او في دول شرق اوروبا ومنعت انتقال التكنولوجيا الحديثة اليهم .
نذكر كذلك ان دول شرق اوروبا اقامت سوقا مشتركا لها
واقامت علاقات تجارية مع بعضها البعض بشكل منفرد عن المعسكر الغربي .
سباق الدول في غزو الفضاء
الخارجي :
الاتحاد السوفيتي والولايات
المتحدة تسابقتا في هذا المجال , في البداية نجح الاتحاد السوفيتي في اطلاق اول
قمر اصطناعي الى الفضاء الخارجي سنة 1957
ثم اطلاق اول مركبة مأهولة بالكائنات الحية ثم اطلاق اول رائد فضاء الى الفضاء
وهو يوري جاجارين. لكن الولايات المتحدة بسبب تفوقها الاقتصادي أخدت تخطو خطوات
سريعة في هذا المجال حتى نجحت بانزال اول
انسان على سطح القمر(هو نيل ارمستروليج ) سنة 1970
. نذكر كذلك ان الدول اصبحت تطلق اقمار اصطناعية تدور حول الارض لخدمة اغراض مدنية
وعسكرية وما الى ذلك . التفوق الامريكي برز في مجال الفضاء اختراعهم " المكوك
الفضائي " وهو طائرة تطلق من الارض مع صاروخ تحلق في الجو ثم تعود الى الارض
ويمكن استخدامها اكثر من مرة . لاحقا بدأت عملية بناء محطات دائمة في الفضاء مثل
محطة " مير" السوفيتية و " اتلاتنيس " الامريكية .
خلال فترة الحرب الباردة
الممتدة على 45 عام شهدت هذه الحرب اشتدادا وانفراجا من حين الى اخر. تقسم الحرب
الباردة الى فترات :
1- من 1945-1953
اشتداد الحرب الباردة
2- من 1953-1956
فتور في الحرب
3- من 1956-1972 عودة التأزم
4- من 1972-1980 فترة الانفراج " الديتانت "
5- من 1980-1988 عودة التأزم من جديد
6- من 1988-1990 عودة الانفراج وانتهاء الحرب الباردة بانحلال الاتحاد السوفيتي
وبسقوط الشيوعية فيه .
خلال
هذه المراحل حدثت ازمات عديدة اظهرت وجود حرب باردة بين المعسكرين الشرقي والغربي
.
يمكن ان نقول انه في عهد الحرب
الباردة ساد ما يسمى " السلام النووي " بين الدولتين العظيمتين الاتحاد
السوفيتي والولايات المتحدة كانت الدولتان حريصتين على عدم وصول الخلاف بينهما الى
حد الحرب المباشرة حتى لا تستعمل الاسلحة النووية فيها , اسلحة يملك الطرفان منها
ما يكفي لتدمير العالم عدة مرات وهذه الحرب لن يربح بها احد , الكل سيخسر. هذا ما
جعل الطرفين تفادي التصادم المباشر( في ازمة كوبا سنة 1962 فكاد يحدث تصادم مباشر العالم أخد يحسب نهايته
بالساعات والدقائق).
مظهر آخر: حرب المخابرات التي
كانت بين وكالة المخابرات الامريكيةCIA
وبين KGB وكالة المخابرات السوفيتية.
كل طرف اراد جمع معلومات
اقتصادية وسياسية وعسكرية وعلمية عن الطرف الآخر بواسطة وسائل مختلفة حتى لا يفاجأ
وحتى يعرف كل طرف مواقع قوة من الطرف
الاخر ومواقع ضعفه .
من الوسائل المستعملة للتجسس
كانت الاقمار الاصطناعية والطائرات خاصة طائرة V2
الامريكية التي طارت على ارتفاع 50 الف قدم فوق الاتحاد السوفيتي ولكن حافظ كل طرف
على الطريقة التقليدية وهي زرع جواسيس كل واحد عند الآخر .
مظهر آخر- الحرب
الاعلامية : الغرب يقول ان النظام الشيوعي نظام دكتاتوري شمولي تنعدم
فيه الحريات وفيه كبث لحقوق الانسان وحرياته وقدرته وطاقته على الخلق والابداع لان
الفرد لا يملك شيئا في هذا النظام واغلب الاشياء ملك الحكومة .
يرد الشرق على الغرب في دعايته ان ديمقراطية
الغرب هي ديمقراطية الاقلية الغنية المسيطرة على الصحف ومحطات الاذاعة والتلفاز
ومسيطرة على مصادر الانتاج والثروة في
الدولة وهي تستغل هذه الثروة لعمل دعاية انتخابية فعالة كي تفوز في الانتخابات ,
النظام الرأسمالي هو نظام غير عادل قائم على الاستغلال والربح , فيه انقسام طبقي
بين الاغنياء والفقراء طبقة تعيسة تشمل العمال والفلاحين وطبقة غنية برجوازية تملك
المصانع والشركات التجارية وغيرها . النظام الرأسمالي هو حسب الدعاية
الشيوعية نظام يعبد المال وتكثر المظاهر
السلبية مثل المخدرات , الدعارة والاجرام
المنظم وهذا بسبب انعدام العدالة الاجتماعية .
أهم الازمات في فترة
الحرب الباردة هي :
مشروع مارشال: مارشال هو وزير
خارجية الولايات المتحدة سنة 1947 , كان جنرالا في الحرب العالمية الثانية , على
اسمه وضع مشروع يقضي بمساعد دول اوروبا الغربية اقتصاديا وعسكريا لكي تتخطى الازمة
الاقتصادية الخانقة التي تواجهها من جراء خسائر الحرب العالمية الثانية هذه الازمة
هذه زادت من قوة الاحزاب الشيوعية المتطرفة في هذه البلاد لذلك اقر مشروع مارشال
الذي قضى :
بان تقدم امريكا فائض اغدية
ومعونات ضخمة الى هذه الدول لكي تعيد بناء منشآتها المدمرة وبنيتها التحتية
ومناجمها ولكي تعيد بناء اقتصادها وتحسين ظروف المعيشة داخلها .
الهدف الظاهري الاقتصادي من المشروع يسعى الى
تحسين اقتصاد الدول الحليفة للولايات المتحدة في اوروبا من خلال ذلك تستعيد هذه
الدول نشاطها الاقتصادي وتتحسن مادياتها
وهذه يجعل الولايات المتحدة تستفيد كثيرا لان نسبة كبيرة من تجارة الولايات المتحدة
هي مع هذه الدول فاذا بقيت فقيرة وعاجزة لن تستطيع استيعاب البضائع من الولايات
المتحدة اما اذا تحسن اقتصادها فانها
ستكون قادرة على استيعاب هذه البضائع . لكن
الهدف الباطني السياسي للمشروع : هو منع انتشار الشيوعية الى وسط وغرب
اوروبا فالبطالة والعجز المالي والاقتصاد السيء ساعد على ازدياد قوة الاحزاب
الشيوعية وازدياد نفوذها . الولايات المتحدة خشيت من قيام الاتحاد السوفيتي
باستغلال هذا الوضع الاقتصادي السيء لاثبات تفوق الشيوعية وبانها النموذج الافضل
الواجب اتباعه في مواجهة الازمات . الاتحاد السوفيتي ادرك هذا الهدف لذلك منع اي
دولة من حلفائه في شرق اوروبا تلقي
مساعدات امريكية حسب مشروع مارشال فأصبح
المشروع مظهرا بارزا من مظاهر الحرب .
ألستار الحديدي : هو اصطلاح استعمله
تشيرتشيل اول مرة سنة 1946 وصف فيه سياسة الاتحاد السوفيتي في شرق اوروبا نحو
الدول التي تحت نفوذه بمنعها من التعامل مع دول اوروبا والعالم في المجال السياسي
والاقتصادي والثقافي وحرية التنقل والهجرة وكأنه اسدل على هذه الدول " ستارا
من حديد" واضعا حولها سياج يعزلها عن
القارة الاوروبية حتى تبقى تحت نفوذه .
تشيرتشيل
قال : ان هذه السياسة هي سياسة دكتاتورية شيوعية توسعية يجب وضع حد لها لانها تشكل
خطرا على بقية دول اوروبا الديمقراطية .
على الولايات المتحدة بصفتها
" زعيمة العالم الحر" الديمقراطي ان تقف ضد هذه السياسة
حتى لو ادى الامر الى اللجوء لاستخدام السلاح النووي .
عندما قيل هذا الكلام سنة 1946
لم يكن يملك سلاحا نوويا غير الولايات المتحدة , الاتحاد السوفيتي بنى اول قنبلة
نووية سنة 1949 .
حصار برلين : (1948-1949) حسب
مؤتمر يالطة وبوتسدام تم تقسيم برلين الى اربعة احياء : ثلاثة منها مع دول الغرب
وواحدة مع الشرق . كي نصل الى برلين الغربية يجب ان نعبر في اراضي المانيا الشرقية
التابعة للأتحاد السوفيتي ( في ذلك الوقت كانت برلين الشرقية مع السوفييت والغربية
مع الحلفاء : فرنسا, امريكا , بريطانيا ).
قام الأتحاد السوفيتي بقطع الطريق البري الموصل الى برلين الغربية ردا على عدة خطوات قام بها الغرب لتوحيد
المانيا الغربية منها :
1- صك
مارك الماني جديد للمناطق الثلاث التي تحت سلطة دول الغرب .
2- ازالة
الجمارك بين المناطق الثلاث .
3- السعي
لوضع دستور يوحد المناطق الثلاث في دولة واحدة .
هدف آخر للسوفيت كان اخراج دول
الغرب من برلين الغربية نهائيا . الغرب وقف امام امتحان صعب اما ترك برلين الغربية
وبهذا يحقق الاتحاد السوفيتي نصرا معنويا واستراتيجيا عليه او بعلن الحرب او
الصمود في برلين المحاصرة بامداد سكان برلين الغربية بكل ما يحتاجونه من امور
بواسطة الطائرات . اختار الغرب الخيار الثالث وهكذا بدأت طائرات دول الغرب بنقل ما
يحتاجه السكان يوميا على مدى 9 شهور تقريبا سواء كان مواد غدائية او مواد خام
للصناعة وغيرها . هذه العملية كانت باهضة التكاليف ومعقدة فنيا لا تستطيع تحملها
دولة عادية غير الولايات المتحدة .
عندما اقتنع السوفيت ان الغرب
مصمم على عدم التنازل عن برلين الغربية قام بفك الحصار عنها ولكن تقسيم المانيا
اصبح حقيقة واقعة:المانيا الغربية وعاصمتها بون وتابعة للمعسكر الغربي . المانيا
الشرقية وعاصمتها برلين الشرقية تابعة للمعسكر الشرقي . المانيا بقيت خارج الامم
المتحدة . الاتحاد السوفيتي اعترف بالمانيا الغربية فيما بعد لكن الغرب لم يعترف
بالمانيا الشرقية . المانيا الغربية طالبت بتوحيد القسمين الشرقي والغربي لكن
الاتحاد السوفيتي رفض ذلك وبقيت قضية توحيد
المانيا من اكبر ما يثير الخلاف بين الشرق والغرب . في بداية الستينات تم
بناء سور بين برلين الغربية وبرلين الشرقية وهو عبارة عن حائط مرتفع كبير له اسلاك
شائكة وابراج مراقبة وكلاب حراسة وجنود المان شرقيين معهم اوامر باطلاق النار فورا
على كل من يحاول عبور السور حتى اصبح هذا الحائط الشهير رمز من رموز الحرب الباردة
.
المانيا الغربية تطورت اقتصاديا
حتى اصبحت من الدول العظمى في العالم في هذا المجال بينما بقي اقتصاد المانيا الشرقية
اقتصادا متخلفا .
الغرب احتفظ بجيش على اراضي
المانيا الغربية بينما احتفظ السوفيت بجيش له على اراضي المانيا الشرقية وبقي هذا
الوضع حتى انهيار الشيوعية في الاتحاد السوفيتي في عهد ميخائيل اجورباتشوف الذي
اتبع سياسة الانفتاح ( الجلاسنوث ) نحو الغرب ولم يعد الاتحاد السوفيتي يفرض
الهيمنة على المانيا الشرقية . هكذا بدأ سيل من الهجرة السكانية من المانيا
الشرقية الى الغربية فسقط سور برلين وتم تدميره واعيد توحيد المانيا من جديد سنة
1990 وعادت برلين لتصبح عاصمة المانيا الموحدة .
مشروع ترومان سنة 1947 : تولى هاري ترومان رئاسة الولايات المتحدة في نيسان سنة 1945 بعد موت
روزفيلت مباشرة وبقي في السلطة حتى سنة 1952 . في
عهده القيت القنبلة النووية على اليابان
وفي عهده بدأت الحرب الباردة والصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة التي
اخذت تلعب بعد الحرب العالمية الثانية " دور شرطي العالم الحر " وبين الشيوعية السوفيتية . من ضمن مناطق الصراع
بين المعسكرين كانت اليونان وتركيا حيث ارادت الولايات المتحدة منع تحويلهما الى
دول شيوعية موالية للسوفيت . من هذا المنطلق وضع مشروع ترومان سنة 1947 هدفه الاساسي : تقديم المساعدات الاقتصادية
والعسكرية لكل دولة تتعرض لخطر العدوان الشيوعي المباشر او غير المباشر. بناء
على ذلك قامت امريكا بتقديم المساعدات للدول التي تسير في فلكها , حيث تم تطبيق
المشروع عمليا في اليونان وتركيا حيث خصصت نحو 400 مليون دولار لمقاومة
الشيوعية في الدولتين وبفضل هذه المساعدات بقي اليونان وتركيا يتبعان للمعسكر
الغربي كما تم قبولهما عضوين في حلف ناتو
سنة 1950 ولا تزالان في هذا الحلف الى اليوم .
NATO حلف الشمال الاطلسي : نشأ هذا الحلف سنة 1949 عندما
ازداد الخطر السوفيتي على دول غرب اوروبا . سنة 1948 قامت خمس دول اوروبية بعقد
حلف عسكري فيما بينها هي : " فرنسا , بلجيكا , هولندا , لوكسبورج وبريطانيا " وفي 1949/4/4 تم توقيع ميثاق
حلف الشمال الاطلسي في نيويورك بزعامة الولايات المتحدة , انضمت دول اخرى الى
الخمس المذكورة اعلاه وهي الولايات المتحدة, ايطاليا , كندا , النرويج , الدنمارك
, اسبانيا , البرتغال ولاحقا انضمت اليه
المانيا وايسلندا واليونان وتركيا . كان مقر الحلف في البداية في باريس ثم نقل مقر الحلف الى بروكسل بعد سنة 1965 . للحلف
قيادة عسكرية تضم وزراء دفاع ورؤساء اركان
جيوش الدول المشتركة وقيادة سياسية تضم زعماء دول ووزاء خارجية هذه الدول .
الحلف هو حلف دفاعي يقضي
بمحاربة اي دولة تعتدي على اي دولة من دول الحلف. قيادة الحلف العسكري دائما كانت
بيد ضابط امريكي لان الولايات المتحدة تعتبر اقوى
دولة فيه عسكريا واقتصاديا . الحلف يجري مناورات عسكرية برية , جوية وبحرية وللولايات
المتحدة قواعد في بريطانيا والمانيا وتركيا وغيرها وكل ذلك من اجل مواجهة "
الخطر السوفيتي الشيوعي " وحلفائه .
* اليوم تحاول دول شرق اوروبا
التي كانت تحت الحكم السوفيتي الدخول الى هذا الحلف بعد انهيار الشيوعية سنة 1990
.
حلف وارسو :هو حلف عسكري اقامه
الاتحاد السوفيتي ردا على اقامة حلف ناتو , مقره في وارسو عاصمة بولندا , تأسس سنة
1955 وقيادته العسكرية كانت بيد الاتحاد السوفيتي
. هدف الحلف وتركيبه يشبه حلف الناتو والاتحاد السوفيتي احتفظ بقوات عسكرية داخل
بولندا ودول شرق اوروبا . انحل الحلف بعد سقوط الشيوعية في الاتحاد السوفيتي سنة
1991 .
الحرب الكورية سنة (
1950- 1953 ) : شبه جزيرة كوريا كانت في الاصل تابعة للصين احتلها الروس ثم احتلتها
اليابان سنة 1915 . في الحرب العالمية الثانية نجح السوفيت والامريكيون في اقصاء
اليابانيين عنها فرابطت قوات سوفيتية في الشمال وامريكية في الجنوب . ثم اتفق
الطرفان على سحب قواتهما من كوريا . انقسمت كوريا الى قسمين:
1- الجنوبية
وعاصمتها سيوؤل وتقع تحت النفوذ الامريكي
.
2- الشمالية
وعاصمتها بنوم بنه وقعت تحت النفوذ السوفيتي الشيوعي .
في سنة 1950 قامت قوات كورية
شمالية بمهاجمة كوريا الجنوبية بدعم خفي من السوفيت والصين وذلك بهدف توحيد كوريا
في دولة واحدة . الامريكيون اعتبروا ذلك عدوان على دولة حليفة لهم في منطقة
استراتيجية مهمة لقرب كوريا
الجنوبية من اليابان والصين والاتحاد السوفيتي , لهذا الولايات المتحدة اعتبرت ان
كوريا الشمالية دولة معتدية وعرضت القضية على مجلس الامن الدولي وفي غياب المندوب
السوفيتي اتخذ قرار بصد العدوان عن كوريا الجنوبية . امريكا اتخذت ذلك كتغطية كي
تجند قوات هائلة تشمل قوات رمزية من دول حليفة . لكن القوة الاساسية في هذه الحرب
كانت امريكية . هكذا بدأت القوات الامريكية بشن حرب شرسة للغاية ضد قوات كوريا
الشمالية . شاركت الصين بشكل غير رسمي في
هذه الحرب الى جانب كوريا الشمالية بارسالها متطوعين , كما ارسل الاتحاد السوفيتي
الطائرات والدبابات وكافة انواع الدعم العسكري لكوريا الشمالية دون ان ينضم رسميا
الى الحرب .
لهذا تعتبر حرب كوريا
مظهرا بارزا في الصراع
بين المعسكرين وقفت فيها استراليا , فرنسا وبريطانيا الى جانب الولايات
المتحدة بينما وقفت الدول الاشتراكية مع كوريا الشمالية .
كادت هذه الحرب ان تؤدي الى
صدام مباشر بين القوتين الاعظم عندما قام الجنرال ماك ارثر قائد القوات الامريكية
بالتوغل داخل اراضي كوريا الشمالية واطلق تصريحات بضرورة غزو الصين نفسها من اجل
اسقاط النظام الشيوعي فيها .
لو نفذ هذا لما كان باستطاعة
الاتحاد السوفيتي ان يبقى محايدا بل سيضطر لادخال قواته في الحرب وهذا معناه
مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وخطر صدام نووي . لهذا ضغطت بريطانيا ودول اخرى
على الرئيس الامريكي ايزنهاور بردع ماك ارثر ومنعه من العمل على تدهور الوضع
العسكري اكثر. وفعلا تمت اقالة ماك ارثر
من القيادة وفي هذه الاثناء توفي ستالين زعيم الاتحاد السوفيتي حيث ابدى الزعماء
الجدد رغبة في انهاء الازمة . وهكذا تم
عقد مؤتمر للصلح في جنيف في سويسرا سنة 1954 انتهى بتقسيم كوريا الى دولتين يفصل
بينهما خط عرض 37 شمال خط الاستواء وانسحاب القوات الاجنبية من البلدين وظلت كوريا
الشمالية شيوعية الى اليوم . في الفترة الاخيرة تم عقد لقاء بين زعيمي البلدين تم
فيه التوصل الى اتفاق تجاري وتحسين العلاقات بين البلدين وحصول زيارات انسانية
بين الاقارب الذين لم يشاهدوا بعضهم منذ
الحرب .
وضع كوريا الجنوبية الاقتصادي
يعتبر وضع ممتاز حيث تملك قاعدة صناعية متطورة جدا بينما الشمال قوي جدا عسكريا
لكنه متخلف جدا اقتصاديا حتى انه وصل العام الماضي الى درجة المجاعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق