أن الكثير من المصادر الغربية تحاول
بشتى الطرق والأساليب أن تربط بين الإرهاب وبين الإنسان العربي، بالتحديد الإنسان
العربي المسلم، وقد برز العديد من الكتاب
والكتب الغربية التي تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين وذلك للتخلص من
شبح الماضي الأسود
الذي يطاردهم.
تطور الإرهاب في العصر الحديث
تم
تقسيم الإرهاب في هذه المرحلة كما يلي:
أ. الإرهاب الغربي.
(1) تشير الأدلة أن بداية عصر الإرهاب الحديث كانت
بالغرب وبالتحديد مع بداية الثورات الأوروبية وبالأخص مجريات الثورة الفرنسية وما
نتج عنها من مذابح دامية حيث أطلق على تلك الفترة لقب حكم الإرهاب ومن هنا اشتقت
كلمة الإرهاب بالإنجليزية والفرنسية حيث إن حصيلة الثورة الفرنسية وحدها كانت قطع
راس (140) ألف شخص بالمقصلة وسجن (300) ألف آخرين، وقد اغتيل نتيجة ذلك كله العديد
من ملوك وقادة أوروبا وقادة طبقاتها الحاكمة.
(2) كانت شرارة الحرب العالمية الأولى مقتل ولي
عهد النمسا وزوجته على يد أحد الثوريين من منظمة (الكف الاسود) في (سراجيفو) كما
استخدم هذا الأسلوب العديد من حركات المقاومة الثورية مثل الثورة الايرلندية ضد
الأعداء المحتلين وضد العناصر المتعاونة معهم من أبناء الوطن، كذلك استخدمت هذا
الأسلوب الحركات الفاشية في إيطاليا والحركة النازية في ألمانيا قبل الوصول إلى
سدة الحكم وبعده، وقد شهد العقد الأخير بروز العديد من الحركات الإرهابية الثورية
مثل (الألوية الحمراء) وجماعة (بادرماينهوف) و (الجيش الأحمر الياباني)، وفي هذه
الفترة ظهر أيضا الإرهاب الرسمي مثل الإرهاب (الصهيوني) وإرهاب (حكومة جنوب
أفريقية العنصرية).
(3) أخضعت أوروبا
حديثا جميع الأجانب لرقابة مستمرة للوقاية من الإرهاب وتعدت ذلك ألمانيا
الغربية حيث طردت 370 لبنانيا وقد قام السفراء العرب في باريس بالتحذير من تصاعد
العداء العنصري للعرب، ومن أعمال الإرهاب الحديث ما حصل للفرنسيين حيث اغتيل
الملحق العسكري الفرنسي في لبنان، وكذلك تم تفجير مقر الشرطة في العاصمة الفرنسية
عام 1986م، وقد اتخذت فرنسا تدابير أمنية مشددة حيال زوار باريس الأجانب وأطلق في
ذلك الوقت اسم ( الإرهاب الأسود ) على ما يجري في فرنسا وأدانت ذلك دول كثيرة ودعت
لمواجهة هذا الإرهاب دوليا.
(4) تعاني دول أوروبا من الإرهاب الحديث بشتى
أنواعه، فبريطانيا تعاني من العمليات التي يقوم بها ( الجيش الجمهوري الايرلندي )
وفرنسا تعاني من منظمة العمل المباشر وكذلك بلجيكا تعاني من منظمة العمل المباشر
البلجيكية وإيطاليا تعاني من جماعه الألوية الحمراء وألمانيا تعاني من عصابة
بادرماينهوف وإسبانيا تعاني من جماعة الباسك الانفصالية، ونتيجة لذلك ذهب ضحايا
كثيرين ومنهم رؤساء حكومات مثل ( اولف بالم ) رئيس وزراء السويد، ولا تنفرد أوروبا
بهذه العمليات الإرهابية فالعالم اجمع يعاني منها فمثلا عام 1986م تعرض رئيس
الوزراء الهندي الأسبق راجيف غاندي لمحاولة اغتيال كاد أن يروح ضحية لها، وكانت
والدته قد اغتيلت على يد أحد حراسها الخاص الذي ينتمي إلى طائفة السيخ في 31
أكتوبر من عام 1984م، وهناك عمليات إرهابية كثيرة لطخت سجلات التاريخ الحديث
بالدماء عجزت دول العالم الحديث عن الوصول إلى أسبابها وعن معالجتها، والتاريخ
الحديث مليء بالعمليات الإرهابية النازية، والإرهاب الروسي اللذين تكرسا في حرب
ظلام خاضها النظامان بلا هوادة ضد خصومهما في الداخل والخارج فضلا عن الإرهاب الأسباني
على مدى الحرب الأهلية الإسبانية وما بعدها.
(5) الإرهاب في إيطاليا. يرتبط
الإرهاب في إيطاليا ارتباطا وثيقا بالفاشية، ويرجع ذلك إلى عام 1945م حيث انتهت
الحرب العالمية الثانية، وانتهت معها التجربة المرة التي عاشتها أوروبا مع النازية
والفاشية، وبدأت إيطاليا بإعادة ما دمرته الحرب وبدأت الأحزاب تعيد تكوين نفسها، وكان من ضمن مجموعة الأحزاب حزب
يطلق عليه اسم "الحركة الاجتماعية الإيطالية" ويعمل كمأوى لفرق اليمين
المتطرف وتشير الدلائل إلى أن المخابرات الأمريكية والإنجليزية قد ساعدتهم على
التغلغل في أجهزة الدولة بعد انتهاء الحرب العالمية، وذلك لحاجة أمريكا وبريطانيا
لتكوين شبكة من العملاء في أعلى مستويات الدولة، وقد قام الفاشيون بارتكاب مجموعة
من الاعتداءات السياسية، ونظموا العديد من المظاهرات المتسمة بالعنف بالميادين
العامة، وقاموا بارتكاب العديد من أعمال العنف ضد صحف ومقار الأحزاب اليسارية وقد
ارتكبوا مذابح أثارت قدرا كبيرا من الهلع والفزع بين المدنين مثل مذبحة
"بياتسا فونتانا" في ميلانو، ومذبحة سكة حديد مدينة بولونيا عام 1980م،
كما شهدت إيطاليا مولد إرهاب اليسار "الإرهاب الأحمر" والتي كانت
امتداداً للعمل المسلح الذي بدأ في الجامعات الأمريكية عام 1964م، وامتد إلى
الجامعات الألمانية والفرنسية، واهم منظمات إرهاب اليسار في إيطاليا (منظمة
الألوية الحمراء).
(6) الإرهاب في ألمانيا. تعتبر
المذابح الجماعية التي تعرض لها يهود أوروبا على يد هتلر ونظامه النازي خلال
السنوات 1939-1945م من ابشع الأعمال الإرهابية في التاريخ الحديث، وقد استغل
اليهود تلك المذابح لإقناع الدول الغربية والشرقية لدعمهم وإصدار قرار تقسيم
فلسطين وتأسيس دولة يهودية في فلسطين، وعلى الرغم من توحيد شطري ألمانيا في دولة
واحدة في أواخر عام 1990م إلا أن المنظمات الإرهابية التي كانت قائمة في جمهورية
ألمانيا الاتحادية بقيت تمارس أعمالها الإرهابية سواء من جانب منظمات الإرهاب
اليسارية أو اليمينية، واهم منظمات الإرهاب اليسارية في ألمانيا جماعة "الجيش
الأحمر" و "الخلايا الثورية" وأهداف هذه المنظمات هي ضرب المصالح
والأهداف الأمريكية في ألمانيا، أما إرهاب اليمين في جمهورية ألمانيا الاتحادية،
فقد ظهر في أعقاب ظهور إرهاب اليسار وكنتيجة له، ويختلف إرهاب اليمين من حيث
الأسلوب والاهداف، حيث يسعى إلى إقامة نظام دكتاتوري، ويختار ضحاياه من رموز
السلطة أو رجال الأعمال.
(7) الإرهاب في إسبانيا. ظهرت منظمة
"ايتا" ومعناها "بلاد الباسك والحرية" على مسرح الأحداث في
الخمسينيات، وبدأت العمل المسلح عام 1961م، وكانت ايتا تبدو عند نشأتها حركة قريبة
من حزب الباسك الوطني، ولكنها ابتعدت عنه في الستينات مستهدفة تحقيق استقلال إقليم
الباسك وتوحيد مقاطعاته السبعة في دولة واحدة ذات اتجاهات شعبية اشتراكية لغتها
الرسمية هي اللغة الباسكية، أما العمليات والاعتداءات الإرهابية التي قامت بها
"ايتا" فقد تزايدت بصورة ملحوظة عام 1980م، وهي الفترة التي شهدت فيها
إسبانيا قيام حكومة ديمقراطية، وقد وجهت اعتداءاتها ضد رجال الشرطة وأفراد الحرس
المدني وكذلك هاجمت الجيش وتعرض كبار قادته لحوادث اغتيال، ومازالت نشطة في
إسبانيا.
(8) الإرهاب في بريطانيا. تسيطر على
ايرلندا مشكلتان رئيسيتان هما مشكلة العلاقة بين البروتستانت والكاثوليك، ومشكلة
العلاقة مع إنجلترا، وقد نجح الايرلنديون في تكوين دولة ايرلندا باستثناء
المقاطعات الست الشمالية التي بقيت تابعة للتاج البريطاني، حيث يطالب الايرلنديون
الشماليون بالانفصال عن بريطانيا وتوحيد ايرلندا وما زالت منظمة الجيش الجمهوري
الايرلندي تمارس الإرهاب والعمل المسلح.
(9) الإرهاب في روسيا والدول الاشتراكية.
قدمت روسيا التدريب والأسلحة والدعم المباشر والغير مباشر لجماعات قومية وانفصالية
ومتمردة مختلفة، وبعض هذه الجماعات ارتكبت أعمالا إرهابية دولية كجزء من برنامجها
في العنف الثوري، وقد بدأت روسيا الشيوعية منذ عام 1905م باضطهاد الدين، وقد صادرت
كل أموال الكنائس واستخدمت بعض أبنية الكنائس كمكان لعقد الاجتماعات السياسية
والحفلات وحرمت رجال الكهنوت من العمل، ولم يسمح لأطفالهم بالالتحاق بالمدارس، وقد
شن الحزب الشيوعي حملات واسعة النطاق على الدين عن طريق منظمات مثل "عصبة الملحدين"،
وقد اعدم الاف القسيسين أو أرسلوا إلى معسكرات السخرة، وكذلك اعتبرت روسيا
المسلمين عديمي الولاء واتخذ الحزب الشيوعي كافة الإجراءات اللازمة ليقطع ما بين
المسلمون والعالم الإسلامي.
(10) الإرهاب الشيوعي في تركستان. في
سنة 1915م ألقي القبض على (13565) مسلما في التركستان، وأودعوا المعتقلات، وقد هرب
من التركستان منذ سنة 1919م حتى عام 1985م أكثر من مليونين ونصف المليون من
المسلمين، ومن سنة 1932 إلى سنة 1934م مات ثلاثة ملايين مسلم تركستاني جوعا، نتيجة
استيلاء الروس على محاصيل البلاد، وتقديمها إلى الصينيين الذين أدخلوهم تركستان،
وفي سنة 1934م قتل الشيوعيون في تركستان وحدها مائة ألف مسلم من أعضاء الحكومة
المحلية والعلماء والمثقفين والتجار والزراعيين، وفي سنة 1949م هرب ألفان من
التركستان الشرقية، ولاقى حتفه من هذا الفريق الهارب (1200) وهم في الطريق إلى
الهند، وفي سنة 1950م هرب من التركستان (20) ألف من المسلمين، لجأوا إلى البلاد
الإسلامية في الشرق الأدنى، ونتيجة لقانون مزج الشعوب في الاتحاد السوفيتي نفت
روسيا (400) ألف مسلم تركستاني إلى أوكرانيا وأواسط روسيا، ليندمجوا في تلك
الشعوب، ويقطعوا صلتهم بأوطانهم الأصلية.
(11) الإرهاب الشيوعي في بلغاريا.
يوجد في بلغاريا مليونان من المسلمين، ما زالوا يواجهون حرب إبادة وتصفية لعقيدتهم
الدينية، فمنذ الحرب العالمية الثانية، ودخول الشيوعية لبلغاريا، والضربات توجه ضد
المسلمين هناك، وتصدر القوانين تلو الأخرى لتضييق سبل الحياة عليهم وتجريدهم من
حقوقهم تحت سمع وبصر العالم الحر، وقد ارتكبت مذابح جماعية وشرد الآلالف على مر
السنين وقد أصدرت بلغاريا في سنة 1972م قانونا يفرض على المسلمين تغيير أسمائهم
الإسلامية إلى أسماء غير إسلامية، وقد أحرق الكثيرون من المسلمين وهم أحياء لرفضهم
تغيير أسمائهم الإسلامية، ويحكم بالسجن من 5-10 سنوات كل مسلم يحاول تعلم القران
أو تعليمه لغيره أو شرح أي شيء من تعاليم الإسلام، والأسلوب المتبع في بلغاريا ضد
المسلمين هو نفس الأسلوب المتبع في بولندا.
(12) الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية. يعتبر تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية من
أبرز الشواهد في التاريخ البشري على ممارسة الإرهاب بأبشع صوره، متمثلا في إحتلال
الأرض الأمريكية، وطرد أصحابها الأصليين والشرعيين من أرضهم، وقتل معظمهم بلا رحمة
ولا هوادة، ومتمثلا كذلك في ممارسة نظام العبودية ضد المهاجرين السود، وقيام
المنظمات الإرهابية التي مارست أعمال الإرهاب، وما زالت الولايات المتحدة تمارس
الإرهاب حتى يومنا هذا وبمختلف الوسائل وعلى معظم الدول.
ب. الإرهاب العربي. عاشت الأمة
العربية خلال الخمسين سنة الماضية في دوامة الانقلابات العسكرية والأنظمة العرفية
الدكتاتورية والأعمال الإرهابية المتنوعة، واستمر مسلسل العنف تحت شعارات مضللة
يحصد أرواح الأبرياء ويدمر الممتلكات ويعطل حقوق الناس حتى يومنا هذا، وسيقتصر
الحديث عن الإرهاب في بعض الدول العربية كنموذج للإرهاب في بقية الدول.
(1) لبنان.
من اخطر الفترات التي مرت بها لبنان في العصر الحديث هي الحرب الأهلية التي كلفت
لبنان الكثير من الضحايا البشرية والخسائر المادية وكانت تلك الحرب أوسع من عبارة
"حرب أهلية" لأنها كانت بين الأغنياء والفقراء، بين المسيحيين
والمسلمين، بين الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين غير اللبنانيين، بين الدول
العربية والأيديولوجيات العربية المتصارعة على الأرض اللبنانية، بين العرب
وإسرائيل، وكانت الأوضاع في لبنان معقدة لدرجة انه لا يعرف من يقاتل من، وما هي
القضايا التي يتقاتلون من اجلها، وكانت نتيجة الحرب خسارة ما قيمته بلايين
الدولارات، وتراوح عدد القتلى ما بين ( 50 - 60 ) الف شخص، و (100 ) الف جريح، و (
17 ) ألف مجرم سجين كان قد تم اعتقالهم أثناء الحرب بتهم السرقة والاختطاف وغيرها،
وقد خلفت الحرب آثاراً نفسية سيئة على الشباب والأطفال في ظل الكراهية والعنف
والإرهاب والسلب والنهب.
(2) الإرهاب أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان.
كان الغزو الإسرائيلي للبنان عدوانا وحشيا ضد الشعب اللبناني بشكل عام وضد منظمة
التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل خاص، أطلقت إسرائيل على ذلك الغزو
لغايات التضليل والخداع "عملية سلامة الجليل"، وكان هدف إسرائيل هو
تدمير وإنهاء الحركة الوطنية الفلسطينية، ومن ابرز تلك الأعمال الإرهابية ما يلي:
(أ) تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
قامت القوات الإسرائيلية بتدمير معسكرات اللاجئين الفلسطينيين واحداً تلو الآخر،
وقد تحول مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين في المنطقة إلى أنقاض، وتم تدمير
مخيمات أخرى تدميرا جزئيا.
(ب) القصف الإرهابي لبيروت الغربية. كان
القادة الإسرائيليون يعتقدون انه بإمكانهم إجبار قوات منظمة التحرير الفلسطينية
على الاستسلام والخضوع من خلال القصف الإسرائيلي المكثف من البر والبحر والجو،
وتقدر كميات المتفجرات الإرهابية التي سقطت على بيروت الغربية من القوات
الإسرائيلية في عام 1982م بما يعادل قنبلتين نوويتين كالتي سقطت على اليابان عام
1945م.
(ج) العمليات الإرهابية بعد انسحاب منظمة
التحرير الفلسطينية من لبنان. بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من
بيروت وانسحاب القوة متعددة الجنسيات بيوم واحد، قتل بشير الجميل القائد العسكري
للكتائب والرئيس المنتخب للبنان، ولم يعلن أحد مسئوليته عن الحادث.
(د) مذبحة صبرا وشتيلا. تمت مذبحة
مخيمي صبرا وشتيلا الفلسطينيين على أيدي مليشيا الكتائب اللبنانية وتحت إشراف
ومراقبة القوات الإسرائيلية وبلغت ضحايا تلك المذبحة حوالي (3) آلاف قتيلا مدنيا
أعزل.
(هـ) مجزرة عين الحلوة. تقدم
الإسرائيليون عند منتصف الليل نحو مخيم عين الحلوة للفلسطينيين وزرعوا الدمار
والخراب في أحياء المخيم تحت أنوار القنابل المضيئة، وقد قصف اليهود بأسلحتهم
الثقيلة دون تمييز الأحياء السكنية في المخيم وسوق الخضار وأسفرت الهجمة
الإسرائيلية عن تفجير أربعة عشر منزلا على رؤوس أصحابها، واعتقال (150) من سكان
المخيم بين كهل وشاب وطفل وامرأة وإصابة خمسة عشر من سكان المخيم بين قتيل وجريح.
(و) مذبحة سحمر. نفذتها قوات
الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع عصابة العميل انطوان لحد، حيث تم تجميع سكان
البلدة في الساحة الرئيسية بحجة استجوابهم، وأفاد بعض الناجين من المجزرة بان
القوات الإسرائيلية وعناصر انطوان لحد أطلقوا النيران على الأهالي العزل المجتمعين
في ساحة البلدة بناء على طلب الضباط الإسرائيليين والعميل لحد شخصيا، وذهب ضحيتها
(13) قتيل و(40) جريح.
(3) سوريا.
تمت سلسلة طويلة من الاغتيالات السياسية ضد قادة حزب البعث العربي السوري، وكان
جميع من تم اغتيالهم من الطائفة العلوية وكانت مسؤولية الاغتيالات تقع على عاتق
جماعة المعارضة الإسلامية السنية التي كانت تعارض طبيعة النظام السوري متهمة
الطائفة العلوية بالقمعية المعارضة للإسلام، واسوأ الأحداث الإرهابية التي وقعت هي
التي حدثت في مدرسة المدفعية في حلب والتي على إثرها قامت القوات المسلحة السورية
بقيادة رفعت الأسد بإخماد الفتنة بين الطائفة العلوية والسنية، ومن ابرز الأعمال
الإرهابية التي وقعت هي:
(أ) مذبحة
مدينة تدمر.
(ب) مذبحة
حماة.
(ج) غزو
سوريا للأردن.
(د) اغتيالات
خارج سوريا لكبار الشخصيات الأردنيين والعرب.
(4) العراق. بدأ الإرهاب العربي في
العراق ليلة 14 تموز 1958م حين قامت فئة باغية من جيش العراق بجريمة إرهابية من
ابشع الجرائم في تاريخ العالم العربي الحديث، حيث أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد
الملك فيصل وعبد الإله واستشهد معهما عدد من النساء والأطفال، وقتل في تلك المجزرة
من الشخصيات الأردنية دولة إبراهيم هاشم ومعالي السيد سليمان طوقان، وبعد أن سيطر
الجيش العراقي على نظام الحكم في العراق بدء مسلسل العنف والإرهاب بين مختلف
الأحزاب اليسارية القومية واليسارية من اجل الانفراد بالسلطة، وقد كان آخر الأعمال
الإرهابية العراقية هو غزو الكويت.
(5) الجزائر. كان هدف التنظيمات
الإسلامية في بادئ الأمر إحياء الإسلام والتأكيد على الشخصية العربية الإسلامية في
مواجهة التغريب والثقافة الفرنسية ومواجهة الاحتلال الفرنسي، بدأ الصراع بين
التنظيمات الدينية والسلطة ووصل هذا الصراع إلى الذروة اثر إلغاء انتخابات عام
1992م والتي حقق فيها الجناح الإسلامي نجاحا كبيرا، ويقدر عدد القتلى من المسلحين
والمواطنين وقوات مكافحة الإرهاب في الفترة مابين 1992 حتى 1996 بحوالي (60) ألف
شخص من بينهم أيضا (189 رضيعاً) و (422 طفلاً) لقوا مصرعهم في التفجيرات العشوائية
على أيدي أفراد الجماعات المتطرفة المسلحة التي أجاز أمراؤها قتل الأطفال حتى يجنبوهم
النشأة في أوساط الكفار على حد قولهم.
(6) مصر. شهدت مصر في العقود
الثلاثة الأخيرة اعنف موجة عنف دموي في تاريخها حيث سقط فيها قتلى وجرحى من الشرطة
والأهالي والسائحين والمتطرفين، وأطاحت الموجة بثلاثة من وزراء الداخلية، وقد بلغ
التصعيد الإرهابي مداه في الفترة من 1992 إلى 1997 وهي فترة اتسمت بتعدد الحوادث
الإرهابية والطبيعة الانتقائية للأهداف التي تم توجيه الهجمات إليها، وبروز دور
المتطرفين الهاربين إلى بعض الدول العربية والأوروبية وزيادة عدد الضحايا وضخامة
قيمة الممتلكات المعتدى عليها أو المدمرة بالإضافة إلى أن هذه الموجة لم تكن
متقطعة كالموجات التي سبقتها ولكنها كانت مستمرة وفترات توقفها كانت قليلة.
(7) إيران.
طالب الخميني منذ توليه السلطة بتكرار ثورة إيران في البلدان الإسلامية الأخرى
كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة يكون مركزها إيران في المواجهة مع
من اسماهم بأعداء الإسلام في الشرق والغرب، والتزم الخميني بتدمير من اسماهم
بالأنظمة الفاسدة التي تقمع المسلمين واستبدالها بما اعتبره حكومات إسلامية، وأكد
على ضرورة تصدير الثورة لكل مكان لأن الإسلام يدافع عن الشعوب المستضعفة ولا يعترف
بالحدود بين البلدان الإسلامية، وقد انعكست هذه الآراء على الدستور الإيراني الذي
ادخل ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية السعي مع الحركات الإسلامية والجماهيرية
الأخرى لبناء الأمة العالمية وإنقاذ المحرومين في كل مكان على الأرض، كما أن
الدستور أعطى الحرس الثوري والجيش في إيران مهمة النضال من اجل توسيع حاكمية قانون
الله في كافة أرجاء العالم، وكان لإيران علاقات مع التنظيمات الإسلامية في دول عدة
منها:
(أ) الخليج
والعراق وشبه الجزيرة العربية.
(ب) لبنان.
(ج) مصر.
(د) الأردن.
(ه) المغرب
العربي.
(و) أفغانستان.
(8) أفغانستان. اصبح العائدون من
أفغانستان مصدرا إضافيا للعنف السياسي الديني واسع النطاق في مختلف الدول منذ
أوائل عام 1992م، وقد تشكلت العناصر التي تعرف الآن باسم "الأفغان
العرب" في إطار عملية دولية وإقليمية وداخلية تتصل بكل دولة تتعرض لتلك
النشاطات حاليا، وقد ارتبطت بحدوث الانقلاب الشيوعي في أفغانستان عام 1978م، وتدخل
القوات السوفيتية لدعم الانقلاب في مواجهة الفصائل الإسلامية" المجاهدون
الأفغان" التي قادت العمل المسلح ضد حكومة الانقلاب في كابول، وقد اتسمت
أهمية نمط العنف بعناصر الأفغان العرب بان الأعمال التي كانوا يمارسونها تتسم
بالتطور إلى مستوى نوعي عما كان معتاداً في أي منطقة، وان أعمال العنف التي تمارس
من قبل هؤلاء تثير قضية العامل الخارجي المرتبط بدعم الإرهاب، كما أن أعمال العنف
المرتبطة بالأفغان العرب تمارس في عدة دول في وقت واحد، وربما بنوع من التنسيق
المشترك، نظرا لانتماء عناصر تلك المجموعات إلى دول مختلفة.
ج. الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي.الصهيونية أيدلوجية تقوم على
القيم الدينية اليهودية والخبرة التاريخية التي تشكل الشعور بالقومية اليهودية،
وتدعو جميع يهود العالم إلى التجمع في فلسطين لاقامة وطن قومي لهم فيها،
والصهيونية هي المسيطرة في إسرائيل وهي المنطلق الفكري لجميع الأحزاب والمنظمات
والمؤسسات ومن أهدافها العمل على عرقلة التقدم العربي ومقاومة الاتجاهات الوحدوية
العربية، والصهيونية ظهرت كحركة سياسية في
العصر الحديث نتيجة المذابح التي تعرض لها اليهود في روسيا عام 1881م، وفي فرنسا
عام 1894م، وبالتالي ظهور معاداة السامية في بعض الدول الأوروبية خاصة ألمانيا
والنمسا، واستطاعت عقد أول مؤتمر لها في مدينة بال السويسرية عام 1897م، والذي اقر
قيام المنظمة الصهيونية العالمية وحدد بالتالي أهداف الحركة الصهيونية، وعلى رأسها
العمل من اجل اقامة كيان يهودي يحميه القانون العام، ويعتبر اليهودي المجري الأصل
ثيودور هرتزل الأب الروحي للحركة الصهيونية حيث استطاع نقل الحركة من أفكار إلى
حركة سياسية منظمة تشمل يهود العالم وتدعوهم للهجرة إلى ارض الميعاد، ارض فلسطين،
ومن هنا تنطلق السياسة الإسرائيلية في فلسطين، حيث تدعو هذه السياسة إلى استعمار
فلسطين وتفريغها من العرب واقامة دولة إسرائيلية سكانها تجمع يهود العالم، وقد
لجأت المنظمة الصهيونية إلى مختلف الوسائل للوصول إلى هذا الهدف سواء قبل قيام
دولة إسرائيل أو بعد ذلك، وقد كلفت المنظمة الصهيونية العالمية الوكالة اليهودية
التي تعتبر الساعد التنفيذي للمنظمة للقيام برص صفوف اليهود وقيادتهم لقيام دولة
إسرائيل وذلك بمساعدة الاستعمار الأوروبي، الذي اعتمد بقاء دولة إسرائيل على
مساندته، وبعد قيام دولة إسرائيل اصدر الكنيست قانونا تشريعيا في عام 1952م، اعتبر
فيه أن المنظمة الصهيونية العالمية هي نفسها الوكالة اليهودية لفلسطين، وقبل قيام
دولة إسرائيل لجأ الكيان الصهيوني وبدعم من قوات الانتداب البريطاني إلى شن حملات
إرهابية ضد السكان العرب المحليين بقصد الإبادة أو ترحيلهم عن أرضهم، وكانت وسائل
الإعلام الغربية والصهيونية تحاول وباستمرار لصق تهمة الإرهاب بالثوار
الفلسطينيين، إلا أن الكيان الصهيوني كان قد تبنى الإرهاب الفردي والإرهاب الرسمي
على حد سواء، ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية فيما بعد نموذجا فريدا
للإرهاب حيث تميز بخصائص أبرزها:
(1) تشريد السكان الأصليين، وتحويلهم إلى لاجئين
في المنفى، أو مواطنين من الدرجة الثالثة في داخل وطنهم.
(2) عدم الاعتراف بالاحتلال كاحتلال، وما يترتب
على ذلك من واجبات وحقوق تحددها المواثيق والمعاهدات الدولية.
(3) محو الهوية الثقافية والحضارية لسكان الأراضي
المحتلة.
(4) استعمال شتى أساليب الإرهاب من احتجاز
الرهائن، نسف المنازل، الاعتقال الكيفي، إنشاء مناطق أمنية في الأراضي المحتلة لا
تخضع لأي قانون يحدد الواجبات،
والإرهاب الإسرائيلي متعدد الوجوه والأشكال وفقا للفترات التي
كان يمر بها أو بالنسبة للأراضي التي احتلها، وقد كان احتلال فلسطين واجزاء أخرى
من الوطن العربي الهدف الرئيسي لقادة الحركة الصهيونية في الماضي، وبشكل خاص
هرتزل، وقد كان هدف هذا الاحتلال هو إحلال شعب مكان شعب، وليس مجرد احتلال عسكري
استعماري، وقد خاضت إسرائيل أربعة حروب بقصد التوسع واحتلال أراضى عربية كانت بقية
الأراضي الفلسطينية محورها، وقد رافق هذا الاحتلال ارتكاب الإرهابيين اليهود مجازر
ضد الفلسطينيين، ومن أكثرها هولا مجزرة دير ياسين، ومن الأعمال الإرهابية التي
نفذتها المنظمات الصهيونية في الأربعينيات شن حمله إرهابية ضد الإنجليز، حيث قتل
اللورد موين المعتمد البريطاني في مصر، وذلك نتيجة تباطؤ الإنجليز في إعلان الدولة
اليهودية، وكذلك قتل الوسيط الدولي الكونت برنادوت بسبب وقوفه ضد ضم النقب للدولة
اليهودية بموجب قرار التقسيم، ويعتبر الإرهاب الإسرائيلي الإرهاب الرسمي الوحيد في
العالم الذي تخطط له وتنفذه أجهزة رسمية في الدولة، ثم تشرحه للرأي العام العالمي
بوسائل الإعلام الموالية لها، وتصوره على انه ضربة وقائية للمحافظة على أمن
إسرائيل