الجمعة، 30 سبتمبر 2016

الحج الي ابو الهول

عتبر ملوك الأسره الثامنه عشر ابو الهول رمزا ل الاله حورس ..واقامو له الأعياد مقدسه ..كما اعتبر الحج الي ابو الهول من التقاليد المقدسه التي اتبعها اكثير من الملوك حتي نهايه القرن الثالث قبل الميلاد
وقد كشفت اعمال التنقيب والحفريات عن مجموعه من اللوحات التذكاريه والواح النذور تحمل اسماء الكثير من الملوك والقاده العسكريين الذين قامو بزياره ابو الهول للتبرك به والاستخاره قبل القيام بمعاركهم المشهورة او لتقديم القرابين والنذر للشكر بعد انتصاراتهم ..فمثلا صنع اخناتون لنفسه لوحه تذكاريه مثل فيها نفسه علي شكل ابو الهول وهو يرفع بالدعاء وتقبل البركات والنعم من الاله اتوم وايضا صنعت حتشبسوت لنفسها تمثالا علي شكل ابو الهول نقله الرومان الي معبد ايزيس في روما ..كما سجل تحتمس الثالث انه اصطاد مائه وعشرين فيلا في بلاد النوبه بفضل ابو الهول
وانتقلت فكره او عقيده ابو الهول ورمزه الي مختلف البلاد الأسيويه واليونان وروما وبابل وأشور وقد اصبح لكل منها طابع مميز ..كما اختلف الرأس الادمي فيها فعبر عنه كهنه امون بطيبه برأس كبش والذي انتقل بدوره الي البابلين والأشوريين ..ورأس المرأه كما ظهر في اليونان وروما بعدما ظهر تماثيل ملكات مصر امثال حتشبسوت ونفرتاري

تلال تحوت  THOT HILLs




وفصل جديد من اكتشاف الحضارة المصرية الغامضة
في عام 1909 قام قلاندرز بتري بزيارة الى تلال تحوت 
بالبر الغربي للاقصر 
في اقصي الجنوب وبعد 4 ايام في طريق صحراوي قديم
وشاق جدا وصل الي منطقة مجهولة لم تكن معروفة من قبل 
تلال كبيرة ولها تكوين غريب جدا ووجد بقايار تماثيل لقرد البابون
رمز للنتر تحوت فسمى التلال باسم 
تحوت 
وهناك في اعلي منطقة من التل 
وجد بقايا معبدين 
ولم يستطع التعرف على اصحابها
وترك الامر والمكان بكامله حتي عام 1995
حين قامت بعثة مجرية باعادة اكتشاف المكان 
,
اكتشفت البعثة ان هناك معبد قديم يعود لاكثر 
من 3000 سنة قبل الميلاد
لشخص مجهول 
والمعبد الآخر يرجع الي الملك
سا عنخ كا رع امنحوتب 
من الأسرة الحادية عشر 
تل تحوت يعتبر أعلي منطقة في البر الغربي بالاقصر 
ويطل على القصر كلها في مكان مذهل وفريد
ولكنه يستعصي علي الزائرين فقط المغامرين لانه 
مكان وعر وصعب الوصول اليه 
ولا زالت مصر تبوح باسرا تظل مدفون في قلبها 
وتاريخ يكتب من جديد

جامع الأقمر - شارع المعز لدين الله الفاطمي القاهرة الفاطمية

جامع الأقمر هو أحد مساجد القاهرة الفاطمية، يوجد هـذا الجامع في شارع المعز لدين الله الفاطمي بالنحاسين ، وقـد بناه الـوزيـر المـأمون بن البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 519هـ (1125 م)
والمأمون هو أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي ، والبطائح هي موضع بين واسط والبصرة في أرض العراق ، كما عُرف باسم عبد الله الأقمر.
و ربما جاء اسم الأقمر من اسم صاحبه عبد الله الأقمر .. أو لأن حجارته البيضاء كانت تتلألأ تحت أضواء قمر القاهرة المعزية.
وهـو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميمًا هندسيًا خاصًا. يروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط. وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.
جامع الأقمر وهو من أصـغر مسـاجد القـاهرة ولكنه تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

الرئيس الامريكي جورج واشنطن


جورج واشنطن (22 فبراير 1732 - 14 ديسمبر 1799)، أول رئيس للولايات المتحدة. كان خصمًا للانفصاليين وقاد التمرد الذي انتهى بإعلان انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا في 4 يوليو 1776. [عدل] حياته ولد في ولاية فيرجينيا لأسرة تمتهن الزراعة كغالبية الشعب الأمريكي في تلك الحقبة. وبعد انتهائه من تعليمه التحق عام 1760 بالجيش الانجليزى الذي كان الأقوى ان ذاك في أمريكا وكان يامل ان يتم نسيان انه من أبناء أمريكا كي لا يتعرض لاى مضايقات لانه أمريكي في حياته العسكرية وعندما بلغ العشرين من عمره اندلعت حرب بين الإنجليز والفرنسيين في ذلك الوقت لم تكن إنجلترا في احسن حالاتها على عكس الفرنسيين الذين انهوا مشاكلهم في كندا وتحالفوا مع الهنود الحمر ،و كانت المعركة في غرب أمريكا وهزم الإنجليز وقتل قائدهم وبالتالى تولى جورج قيادة تلك المنطقة وقد انصرف الفرنسيين تاركينه مع جيش ضعيف لم يكن يقدر على اصابتهم بضر انصرفوا إلى الشرق لمواجهة الإنجليز في أماكن أخرى وكانت الهزيمة للانجليز في معظم المعارك حتى انحصروا حول نهر المسيسبى وفي الغرب عند جورج ومر ما يقرب من 3 سنوات قام خلالها ملك إنجلترا بتجهيز جيش قوامه (20 الف جندي نظامى و 18 مدفع حصار) ونزل ذلك الجيش وقام قائده بالاتصال بالهنود الحمر فمنهم من لزم الحياد ومنهم من انضم للانجليز وقام الإنجليز بمهاجمة الفرنسيين الذين كانوا يملكون جيشا قوامه 8 آلاف جندي فلم يمض كثير من الوقت حتى انتصر الإنجليز وصارت أمريكا الشمالية كلها تابعة للتاج البريطانى فكثر الظلم على أبناء أمريكا وخصوصا السود وفرضت الضرائب الباهظة، في ذلك الوقت كان جورج واشنطن ه القائد الفعلى للامريكان فقاد ثورة التحرير، ثم اختير عام 1775 م قائدًا لهذا الجيش ليخوض به حروبا عنيفة انتهت بعد ست سنوات. كما شارك فيما يعرف بالحرب الفرنسية الهندية. كان ناجحًا جدًا في عمله الذي كان القائد الأعلى في الجيشِ القاريِ في الحرب الانفصالية الأمريكية من 1775 إلى 1783 ولاحقًا كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. معظم الأقاويل والكتب تقول أنه انتخب مرتان في 1789 وفي 1797. يقول المؤرخون أنه عمل أولًا كضابط أثناء الحرب الفرنسية الهندية وثانيًا كزعيم المقاومة الشعبية الاستعمارية التي تدعم الإمبراطورية البريطانية.بعد قيادة النصر الأمريكي في الحرب الثورية، رفض قيادة النظام العسكري (مع هذا دفعه البعض لعمل ذلك) عاد إلى الحياة المدنية في جبل فيرنون. في 1787 ترأس الاتفاقية الدستوريةَ التي صاغت الدستور الأمريكي الحالي، وفي 1789، اختارت الانتخابات واشنطون كأول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، لقد وضع واشنطون الكثير من السياساتِ والتقاليد التي هي حتى الآن موجودة ،بسبب دورِته المركزية في تأسيس الولايات المتحدة، مدينة واشنطن تطلق عليه في أغلب الأحيان اسم (أبّ البلاد). العلماء يصنفوه مع أبراهام لينكون بين الأعظم الرؤساء الأمريكيين. إعتمد سياسة التحرش ببريطانيا وعدم خوض مواجهات كبيرة ومباشرة، كما استعان بفرنسا لطرد الإنجليز من كورنوليز في مدينة يورك. استمر في جهوده الرامية إلى إقرار النظام الفدرالي بين الولايات الأمريكية حتى تكللت في النهاية بعقد مؤتمر دستوري في فيلادلفيا عام 1787. وبعد إقرار الدستور في مؤتمر فيلادلفيا إنتخبته الهيئة الانتخابية بالإجماع رئيسًا للولايات المتحدة ليبدأ حكم دولة مقدر لها أن تكون أكبر قوة في العالم. أدى أول قسم دستوري في تاريخ الولايات المتحدة في شرفة مبنى مجلس الشيوخ يوم 30 أبريل 1789 ليحكم أميركا لفترتين متتاليتين من 1789 – 1797. تميز باحترامه العميق لقرارات الكونغرس، إذ لم يسع لتجاوز صلاحيات الكونغرس الدستورية. وعمل على تحييد أمريكا وعدم إقحامها في الصراع الدائر بين بريطانيا وفرنسا، ورفض الأخذ بآراء العديد من وزرائه في التحيز لإحدى الدولتين. وقبل أن تنتهي السنة الثالثة من خروجه من الرئاسة أصيب بمرض توفي إلى إثره في 14 ديسمبر 1799. [عدل] أهم قراراته الرئاسية واشنطن عملت على مضض لولاية ثانية. رفض ترشيح نفسه لفترة ثالثة ، وضع السياسة العرفية لمدة أقصاها ولايتين للرئيس مرسوم القضاء لعام 1789. مرسوم مقر الحكومة الأمريكية عام 1790 والذي ينص على تخصيص مقاطعة كولومبيا (القريبة من نهر بوتوماك Potomac) كمقر دائم للحكومة الأمريكية والتي سميت فيما بعد واشنطن دي سي لتصبح عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية. في عهده وبالتحديد عام 1794 اندلع تمرد عرف بتمرد الويسكي والذي سببه فرض ضرائب على الويسكي في غرب بنسلفانيا، وفشل التمرد وتم القبض على اثنين منحهما واشنطن عفوا رئاسيا.


تاريخ البطل احمد عبد العزيز

البطل احمد عبد العزيز وحرب فلسطين
22 أغسطس1948م توفي البطل احمد عبد العزيز بمنطقة عراق المنشيه بفلسطين برصاص مصري (العريف بكر الصعيدي ) بعد حياه حافله بالجهاد ضد العصابات الصهوينيه .
.
مـولــــده :-- ولد احمد عبد العزيز 1907 بمدينة الخرطوم بالسودان المصريه لاب كان اميرلاي (عميد) في الجيش المصري قبل ان يتم فصله من قبل الانجليز بسبب دوره الوطني في ثورة 1919م حيث سمح لجنوده بالخروج والاشتراك في المظاهرات .
.
نشـــــأتـه:-- تخرج البطل من الكليه الحربيه 1928 التحق بعدها بسلاح الفرسان وقام بتدريس التاريخ الحربي بالكليه وترقي بالمناصب حتى وصل الي درجة قائماقام (عقيد) ليصبح بعدها اول ضابط مصري يطالب باقالته ويتخلى عن منصبه وامتيازته من اجل الجهاد في سبيل الله على ارض فلسطين .
.
جــهــــــــــــــاده :--شكل كتائب المجاهدين المتطوعين واصبح قائد "القوات الخفيفه في حرب فلسطين " وبعد ان جمع الرجال والسلاح توجه الى ارض فلسطين لينصره الله في اول معاركه ضد اليهود (كفار داروم) في منطقة دير البلح ليعيد خط الاتصال بين غزه وخان يونس فارتفعت معنوياتهم وطهرو دير البلح من اليهود وتوغل الجيش المصري حتى دخلت قوات منه الي الخليل وبيت لحم وبيت جالا وبيت صفافا مما سهل الطريق لدخول القوات النظاميه ووافق البطل على العمل بالجيش النظامي بعد تردد فاسُند اليه مهمة الدفاع عن منطقة بئر سبع ليحمي ميمنة الجيش المصري ومدخل فلسطين الشرقي 
في مايو 48 قام احمد عبد العزيز بمساعدة متطوعين من الجيش الاردني بمهاجمة مستعمرة "رامات راحيل" المتحكمه في طريق القدس- بيت لحم فقصفها بالمدفعيه وانتصر على الصهاينه ولكن انشغال جنوده بالغنائم مكن اليهود من النصر عليهم _شبهها البعض بمعركه أحُد_
بدأت الهدنه العربيه اليهوديه وتم وقف اطلاق النار لاربع اسابيع تبدأمن 11يونيو 48 . زادت بعدها قوة اليهود بعد تنظيم صفوفهم وجمع المال والسلاح فاستولو على قرية العسلوج (وكانت بمثابة مستودع الذخيره ) لكن البطل احمد عبد العزيز استعاد سيطرته على المدينه وأفشل محاولات الصهاينه في الاستيلاء على جبل المكبر المطل على القدس مما مكنه من إملاء شروطه على الصهاينه فتخلو عن منطقه واسعه كانت تحت تهديدهم 
.
إستــشـهــــاده :-- دارت المفاوضات في مقر قيادة الجيش العربي بالقدس واراد البطل ان يُبلغ القياده العامه في المجدل بما تم ولما لم يكن الطريق آمن فقد ألح عليه الضباط بالتأني والصبر ولكنه رفض قائلا "قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا " انطلق بالسياره ومعه ضابطان وسائق السياره وصلت السياره منطقة عراق المنشيه وكانت منطقه مستهدفه من اليهود فرابطت بها كتيبه مصريه عندا اوامر باطلاق النار على اي سياره في الليل واشتبه احد الحراس بالسياره (العريف بكر الصعيدي) وأمرها بالتوقف فلم يسمعه السائق أطلق العريف الرصاص فأصاب البطل في جنبه وحملوه اصدقائه الى الفالوجا للعلاج ولكن اجل الله كان اسرع 
توفي البطل الشهيد رحمه الله ودُفن في قبة راحيل شمال بيت لحم ويقال انه تم نقل جُثمانه قبل حرب 1967
الصوره لقبر البطل بقبة راحيل شمال بيت لحم مع صوه جانبيه مُصغره له


الامير عمر طوسون

صاحب السمو الجليل عمر طوسون باشا مؤسس جمعية منع الخمور
قصة جمعية «منع شرب الخمور» فى مصر خلال عهد الملكية
«إنه لمن دواعي الغبطة الحقة للدين والوطن، ما بدا من اهتمام وزارتكم الرشيدة بالتصدي لمحاربة تعاطي الخمور في البلاد حماية للصحة العامة، ورجوعًا لمباديء دينها الإسلامي الحنيف، الذي يعتبر تعاطي الخمور من شر المنكرات» كان ذلك جزء من نص خطاب أرسله الأمير عمر طوسون لوزير الصحة آنذاك، يشكره فيها على مجهوداته في التصدي لشرب الخمور في مصر في عام 1943.
وكان من الشائع شرب الخمور في مصر خلال تلك الفترة من عهد الملكية، فالاحتلال الإنجليزي قد يكون له دور في نقل تلك الثقافة للشعب المصري، ولكن وفقًا لما ورد في مذكرات الملك فاروق فقد قال «إن العائلة الملكية يمكن أن تكون بكاملها لا تشرب الخمور، إلا أنها يجب أن يكون لديها نبيذ وخلافه، لمآدب الدولة والاستقبالات، التي يحل فيها ملوك ودبلوماسيين من بلاد آخرى ضيوفًا».
وكان للأمير عمر طوسون دورًا كبيرًا في تحريم الخمر في مصر في عهد الملكية، وذلك في إطار اهتمام الأمراء بالإصلاح الاجتماعي، حيث أبدى اهتمامه بتحريم الخمر من خلال رعاية جمعية تسمى «جمعية منع المُسكرات»، التي كان يرأسها أحمد غلوش، وذلك وفقًا لما ورد في كتاب «أمراء الأسرة المالكة ودورهم في الحياة المصرية» للدكتورة أمل فهمي.
وفي أبريل 1929 اجتمع مجلس إدارة الجمعية بناء على رغبة الأمير عمر طوسون، للنظر في الشكوى المقدمة بشأن إباحة نقابة الموظفين شرب الخمر في ناديها، وقرر المجلس الاحتجاج لدى الحكومة بصفتها المهيمنة على أخلاق موظفيها، ولدى النقابة العامة بصفتها المشرفة على فرع الإسكندرية، وأبدى المجلس أسفه على فصل النادي عن النقابة تبريرًا لإباحة شرب الخمر.
وفي أغسطس وجه الأمير عمر طوسون خطابًا لرئيس الوزراء محمد محمود باشا، طالب فيه بمساعدة الجمعية ماديًا، وتعضيدها في نشر دعوتها، وعلى إثر ذلك دعا رئيس الوزراء وزارة الأوقاف منح الجمعية إعانة مالية سنوية؛ لتشجيع الجمعية على الاستمرار في عملها، والقيام بمهمتها في خدمة البلاد.
ووافقت وزارة الأوقاف آنذاك على منح الجمعية 50 جنيهًا من الصدقات الوقتية، ثم أرسلت الجمعية بأمر من رئيس الوزراء إلى وكيل وزارة الداخلية أن تأخذ نصيب من الأموال، التي تقدمها وزارة الداخلي من ضريبة المراهنات على الجمعيات الخيرية.
كما طالبت الجمعية بأن تسند إدارة الأمن العام إلى أحمد غلوش رئيس الجمعية، مهمة إلقاء دروس ونصائح لمقاومة انتشار الخمور في المدارس والسجون العامة من بلد لبلد، وإنشاء فروع للجمعية.
وقد شجعت صحيفة الأخبار أعمال الجمعية فوجهت دعوة إلى الحكومة في يناير 1930، بوضع القيود وتحريم الخمور بصفتها دولة إسلامية دينها يحرم إباحة المُسكرات، كما طالبت بمنع رجال الجيش، وضباط الحكومة من تعاطي المسكرات وارتياد صالات الرقص والغناء بملابسهم الرسمية.
في 7 فبراير ألقى عزيز عبد المجيد عضو مجلس إدارة جميعة منع المُسكرات، محاضرة عن أضرار الخمور، حضرها الأمير عمر طوسون، وعدد كبير من أعضاء الجمعية.
وفي أبريل 1943 أرسل الأمير عمر طوسون رسالة إلى عبد الواحد الوكيل بك وزير الصحة، شكره فيها على مجهودات الوزارة في محاربة الخمور، وعبر فيها عن بالغ سروره لما أنشأته وزارة الصحة من إدارة خاصة بأقسام الصحة الاجتماعية بمسألة الخمور، وقد في نص الخطاب «لزامًا علينا باسم الدين والوطن والفضيلة، وباسم جمعية منع المسكرات التي تجاهد تحت رعايتنا في خدمة الوطن، منذ أمد بعيد أن أقدم تقديرنا على ما بذلتموه من العناية والرعاية لمجهودات الجمعية، التي أتت ثمارها للبلاد كاملة».
وقد توقف الاهتمام بأعمال الجمعية بوفاة الأمير عمر طوسون في يناير 1944

الامبراطورة اوجيني


قصة امبراطورة فرنسية عشقت مصر واهلها وخدبوى مصر حتى رحيلها عن الدنيا ))
لإمبراطورة أوجيني وحكايتها مع مصر
الإمبراطورة أوجيني، إمبراطورة فرنسا ووصيفاتها، ١٨٥٥. لوحة للرسام الألماني فرانز كسافير وينتيرهالتر. هي الإمبراطورة التي دعاها الخديوي اسماعيل لحضور حفل افتتاح قناة السويس. بعد قيام الحرب بين فرنسا وروسيا وهروبها إلى انجلترا مع الإمبراطور نابليون الثالث بعد الصراعات والهزائم التي غرق فيها زوجها. في عام ١٩٠٥، حنت الإمبراطورة العجوز إلي أرض الذكريات، إلي مصر. وأتت إليها متنكرة، ونزلت لعدة أيام في فندق (سافوي) في بورسعيد. ذكرت جاويدان هانم، الكونتيسة النمساوية زوجة الخديوي عباس حلمي الثاني أنه أثناء حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، بعد موت الخديوي اسماعيل، والخديوي توفيق كانت هناك امرأة كهلة موشحة بالسواد تزور مصر سنوياً وتبدأ مقامها في القاهرة بزيارة أرامل اسماعيل، هذه المرأة الكهلة كانت أوجيني إمبراطورة فرنسا السابقة.
ولانها كانت بتحب زوجها جدا و كانت بتسافر للبلاد الي راحت فيها مع زوجها و من ضمنها مصر و كانت بتزور ارامل الخديوي اسماعيل الذين كانت تعتبرهم اخت ليهم و كانت بتزور الشيخ محمد عبده و كانت بتمشي في شوارع الاسكندريه للتتذكر قصه حبها مع زوجها و ايضا في بورسعيد و الاسماعيليه و عندما احست باقتراب اجلها سافرت الي اسبانيا مسقط راسها و طلبت من الملكه اوجيني السماح لها بالبقاء في منزلها في اقليم غرناطه الذي لا يزال موجودا الي اليوم
قصة حب الأمبراطورة أوجينى والخديوى إسماعيل .. 
لم تكن الأمبراطورة أوجينى ملكة فرنسا صاحبة جمال فقط ، بل وذكاء آيضا ، عشقها العديد من الأمراء والملوك ، والتى كان من بينهما الخديو إسماعيل ، والذى بنى قصرا كبيرا لها فى منطقة ا
لزمالك على نهر النيل والذى كان أسمة ” سرايا الزمالك ” ، حيث شيد لها خصيصا عند زيارتها لأفتتاح قناة السويس ، وقد عبرت الإمبراطورة نفسها عن البذخ والترف في احتفالات افتتاح قناة السويس بقولها ” لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم” .
كان القصر اسطورة ، وعندما علم الخديوى أن الأمبراطورة تحب زهور الكرز فغرس العديد من الشجيرات تحت نافذة غرفة نومها ، وعندما رحلت أوجينى بعد أفتتاح قناة السويس ، كانت هدية الخديوى لها غرفة نوم من الذهب الخالص ، وسطها يا قوطة حمراء نقش عليها بالفرنسية ” عينى على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد ”
ولدت الأمبراطورة اوجينى فى 5 مايو 1826 فى أسبانيا وتلقت علومها فى فرنسا ، عرفت بذكائها الحاد ، وتزوجت من الأمبراطور نابليون الثالث فى يناير 1853 ميلادية ، وعاشت فى قصر التويرلى .
كانت لها العديد من المواقف السياسية والتى تدل على ذكاء خارق فقربت بين إنجلترا وفرنسا ، وحظيت بشعبية كبيرة جدا ، حتى دبرت لها العدبد من المؤامرات لقتلها ولكنها لم تفلح ،حتى من ضمنها ألقى عليها ثلاث قنابل حارقة .
عندما قامت الحرب بين روسيا وفرنسا والتى كانت تسمى الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا ، وكانت أوجينى قد أتهمها الشعب بأنها وراء تلك المأساة ، هربت من القصر من احد الأبواب الخلفية إلى أنجتلرا، وبعدها لم تتدخل فى أى من الأمور السياسية .
بعد سنوات روى أنها قد جاءت إلى مصر إلى قبر الخديو إسماعيل ، وكانت أمراة كهلة وزارت قبرة ، وقد توفيت بعد عمر94 عاما .
((هذا هو الحبيب الحقيقى الذى لا يوجد لة مثيل حب خالد تتناقلة الاجيال جيل من بعيد جيل حب الخديوى اسماعيل للامبراطورة اوجينى )

تاريخ حديقة الحيوانات بالجيزة

تحتل حديقة الحيوان المرتبة الأولى من حيث الأقدمية إن وُضعت في مقارنة مع غيرها من حدائق الحيوان.}}
وتقع حديقة الحيوان في الجيزة، وقد تأسست في المكان الذي كان يوجد به حرملك الخديوي إسماعيل، تحت إدارة ستانلي فلور كان نواة الثقافة الحيوانية بمصر قد وضعها الوالي محمد علي باشا عام 1826 حين أرسل محمد علي زرافتين احدهما إلى انجلترا والأخرى إلى فرنسا، وفي عام 1871 تم البدء في إنشاء حديقة حيوان الجيزة.
ثم كانت النهضة الحقيقية في عام 1889 حيث منح الخديوي "توفيق" ابن "إسماعيل" حوالي خمسين فدان، كانت تخص حدائق قصر والدته "قصر الوالدة باشا بالقرب من الأورمان" لتصبح مقر لعرض الحيوانات.
ليتم افتتاحها في مثل هذا اليوم 25 يناير من عام 1891 في عهد الخديوي توفيق.
وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وتحديدا عام 1906 تم بناء أول متحف للحياة الطبيعية في مصر داخل حديقة الحيوان بالجيزة ليحل عام 1924 في عهد الملك فؤاد الأول ويُضاف إلى الحديقة الكشك الياباني بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان الأولى لمصر.
يذكر أنه تم إنقاص سعر التذكرة من قرشين إلى نصف القرش من أول يناير سنة 1905 لتسهيل الدخول على الطبقات الدنيا من المجتمع، فجاءت النتيجة طبق المرغوب، لأن عدد الزائرين بلغ 177.587 نفساً سنة 1905، و223.425 سنة 1906، وكان 64.741 سنة 1904، وبلغت قيمة ما تحصل من رسم الدخول 1707 جنيهاً مصرياً سنة 1906، وفي هذا المبلغ زيادة قدرها 322 جنيها مصريا عما يقابله في سنة 1904 مع أن الرسم أنقص عما كان عليه في تلك السنة.
تعاقب على إدارة حديقة الحيوان حتى الآن 20 مديرًا، كان أول خمسة منهم من جنسيات مختلفة، حتي تتولى إدارتها أول مصري عام 1927 وهو الدكتور إبراهيم قدري وظل في منصبه حتي عام 1952 .

السادات واقباط مصر



{ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في هذا(منصب البابا) رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي اثر في أي مكان فيما بعد.}}
===الأب متى المسكين.. أستاذ إختلف مع تلميذه===
إجتماع السادات بأبونا متى المسكين كان إجتماعا مغرضا قصد به السادات ضرب الكنيسة من الداخل وتوقيع آباء الكنيسة مع بعضهم وإثارة البلبلة واللغظ فى الكنيسة القبطية وهذه الصورة كانت سببا فى غضب بعض آباء الكنيسة القبطية على أبونا متى المسكين فى عصر السادات 
في وقت ما، وقعت أحداث طائفية دفعت الإكليروس وعلى رأسهم البابا شنودة لأخذ موقف وقد تم إقحام أبونا متى كي يصالح بين الكنيسة والدولة وكانت النتيجة أنه اُتهم برغبته في الحصول على الكرسي البابوي. والحقيقة أن السادات هو من عرض عليه ذلك ولم يلق منه سوى الرفض التام.
***********************
***من مذكرات الأب متى المسكين ***
(‏ متي المسكين‏)‏ أثير حوله جدل كبير طوال سنوات حياته وبخاصة عندما جلس مع الرئيس السادات في سبتمبر‏1981‏ وقت خلافه مع البابا شنودة إلا ان الرجل ظل صامتا لم يدافع عن نفسه ولم يتحدث عن هذه الواقعة أو غيرها‏,‏ ولكنه ترك لتلاميذه سيرته التي كتبها بقلمه سنة‏1978‏ وطلب عدم نشرها في حياته‏,‏ وعندما رحل عن عالمنا في‏8‏ يونيو‏2006‏ عكف رهبان دير القديس أنبا مقار ـ حيث كان يقيم الأب متي المسكين وحيث يوجد جثمانه الطاهر ـ علي تسجيل مذكراته وطباعتها والتي تضمنت سيرة حياته‏(‏ الطفولة‏,‏ الصبوة‏,‏ الحياة المدرسية‏)‏ ثم الدخول الي الرهبنة وبعدها‏,‏ تم تخصيص باب لما جري مع الرئيس السادات‏,‏ وتم تخصيص باب لشهادات عن الأب متي المسكين‏,‏ 
حدثت الازمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم‏26‏ مارس‏1980‏ الغاء الاحتفالات بعيد القيامة الموافق‏6‏ أبريل‏1980,‏ وبرفضها لاول مرة في التاريخ بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد علي الاقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر المحافظات‏,‏ وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد للأقباط‏,‏ 
كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن توقيته جاء متزامنا تماما مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في مشروع‏,‏ الحكم الذاتي للفلسطينيين‏.‏ 
وقد اجبرني بعض اراخنة الاقباط علي التدخل لحل الازمة‏,‏ ولكن بعد فوات الوقت‏,‏ فقابلت الرئيس السادات مساء السبت‏5‏ ابريل‏1980‏ قبل سفره بيوم واحد إلي الولايات المتحدة‏,‏ وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة‏.‏ فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة‏.‏ ثم اقنعني بعض الاساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية بين الكنيسة والدولة‏.‏ وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة‏.‏ وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها‏.‏ 
ولكنني ادركت خطورة المظاهرات التي رتبها بعض الاقباط في الولايات المتحدة للقيام بها ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل فيه الرئيس بلير هاوس‏.‏ كل هذا علم به الرئيس السادات قبل سفره مسبقا‏!‏ وقد تم هذا كله بالفعل وبكل تفصيلاته كما نشرته الصحف‏.‏ وقد علمت به وانا عند الرئيس عندما قابلته بعد عودته‏,‏ مما كان له أسوأ الاثر في نفسه‏,‏ اذ اعتبر أن الكنيسة قد ادخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة‏.‏ 
((ويكتب الاب متي المسكين في وثيقة مخطوطة لدينا في سبتمبر‏1981:‏ ))
دعيت لمقابلة السيد الرئيس أنور السادات وطلب مني ابداء الرأي فيما وصلت اليه العلاقة بين الكنيسة والدولة‏.‏ واقترحت اولا مصالحة البابا‏,‏ فرفض الرئيس رفضا باتا‏.‏ فاقترحت حلا وسطا بتعيين لجنة وساطة من بعض الاساقفة مع بقاء البطريرك كما هو‏,‏فرفض رفضا باتا‏.‏ 
ثم اقترحت تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة‏,‏ فرفض ايضا‏.‏ 
ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده‏,‏ جاهدت ألا يمس هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة واستدعاء الروح القدس للتقديس‏,‏ فهذا ليس من اختصاص الدولة‏.‏ 
وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية‏.‏ وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد اعدت اسماء أخري غير لائقة قد اقترحت‏,‏ فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم واعتدالهم‏.‏ 
وان كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي‏.‏ 
ملاحظة‏:‏ طلب مني الرئيس في البداية‏,‏ وبإلحاح شديد ان أكون مسئولا فرفضت‏(‏ ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في هذا رد عليه قائلا‏:‏ إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا‏,‏ ولن تعثر لي علي اثر في أي مكان فيما بعد‏.‏ 
شهادات 
في أحداث الكنيسة المؤلمة في ابريل‏1980‏ وسبتمبر‏1981‏ كان أبونا متي المسكين يخبرنا بمقابلاته سواء مع قداسة البابا أو مع الرئيس أنور السادات‏,‏ ويسرد لنا ما تم في هذه المقابلات من أحاديث‏,‏ لذلك فهناك ما لم يرد في المذكرات المكتوبة وها هي‏:‏ 
‏1‏ـ اعترض الاب متي المسكين أولا علي قرارات سبتمبر باعتقال المعارضين من السياسيين وبعض رجال الدين مسلمين ومسيحيين كما أخبره بها في هذا اللقاء الرئيس السادات قبل تنفيذها‏,‏ فرجاه الأب متي المسكين ان يتراجع عنها لان العنف يولد العنف فرد عليه الرئيس بأن كل شيء قد أعد ولا يمكن التراجع عنه‏.‏ 
‏2‏ـ ولما تطرق الحديث الي ما ينوي اتخاذه مع قداسة البابا من‏:‏ اعتقال‏,‏ ومحاكمة‏,‏ وتوجيه اتهامات‏,‏ قال له أبونا متي المسكين‏:‏ 
ـ يا سيادة الرئيس‏,‏ أي انسان قبطي يتعلم من صغره ان يؤدي مطانية‏(‏ أي سجود للأرض‏)‏ أمام رئيس الكنيسة‏,‏ لذلك فأي مساس برئيس الكنيسة يحدث جرحا عميقا في مشاعر الأقباط‏.‏ 
وبالمناسبة يا سيادة الرئيس أتوسل اليك ألا تدعوه في خطبك شنودة بل الانبا شنودة أو البابا شنودة لئلا تجرح مشاعر الشعب القبطي في الصميم‏.‏ 
‏3‏ـ ثم قال له‏:‏ ليس من حقك عزل البابا لانه يظل بابا في الكنيسة طيلة حياته‏.‏ 
وفعلا لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته فقط‏,‏ فألغاه‏,‏ ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام‏1984.‏ 
الأب «متى المسكين».. «أستاذ» إختلف مع «تلميذه»
المصرى اليوم ١٤/ ١١/ ٢٠٠٩ م
«الأب متى المسكين هو مثال مضىء فى تاريخ الرهبنة» هذه العبارة كتبها نظير جيد فى مقدمة كتاب «حياة الصلاة الأرثوذكسية» للأب متى المسكين، العلاقة بين نظير جيد «البابا شنودة الثالث» ويوسف إسكندر «الأب متى المسكين» علاقة قديمة جدا ترجع إلى أيام الخدمة فى مدارس الأحد بالجيزة قبل الرهبنة وكان أول لقاء بينهما فى منزل سعد عزيز «الأنبا صموئيل أسقف الخدمات فيما بعد» وبعد دخول يوسف اسكندر دير الأنبا صموئيل فى عام ١٩٤٨ وانتقاله بعد ذلك إلى دير السريان ورسامته قسا باسم متى المسكين تبعه نظير جيد فى عام ١٩٥٤ باسم الراهب أنطونيوس السريانى واشتهرت علاقة الأب (متى المسكين) بالبابا شنودة بأنها علاقة متأرجحة عادة ما يصاحبها فترات هدوء ثم فترات عاصفة تتحول فيها الرياح إلى أعاصير.
فبعد جلوس الأنبا «كيرولس السادس» على الكرسى البابوى أصدر قرارًا بحرمان الأب متى من الكهنوت، وأمر جميع الرهبان العاملين داخل المؤسسات الكنسية والمدن بالعودة إلى أديرتهم. وأمر الأب متى بالخروج من «بيت التكريس» فى حلوان، ولكنه رفض تنفيذ القرار، وخرج مع ١٢ راهبًا وذهبوا إلى مكان مهجور فى «وادى الريان» بالقرب من الفيوم، ومكثوا لمدة ١٠ سنوات داخل إحدى المغارات الموحشة، وكان من بين هؤلاء تلميذه الراهب أنطونيوس السريانى «البابا شنودة فيما بعد». بدأ الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة منذ اللحظة التى ترك فيها (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى الريان لقسوة الحياة، وربما أيضا للاختلاف فى الفكر والمنهج.
عاد البابا شنودة إلى دير السريان ولم يمكث طويلا حتى أرسل له البابا كيرولس ليتولى أمور السكرتارية البابوية فى عام ١٩٥٩ وتم رسمه أسقفا للتعليم فى ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢ وهو ما فسره البعض بأنها استمالة لشنودة كى يبعد عن متى المسكين.

الإرهاب والمواثيق الدولية

إن الحديث عن الإرهاب والمواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب الدولي نظرة تحليلية يستدعي بالضرورة بداية التمييز ما بين المقاومة وما بين الإرهاب نظرًا للتضارب الحاصل في تعريف هذين المفهومين.
فبعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م تفجرت موجة عارمة من الإرهاب الدولي لم تقتصر علي استهداف الدول الغربية بل تعدتها لتطال أيضًا الدول العربية والإسلامية بحيث بات من الممكن القول إن هناك عولمة للإرهاب أسوة بالعولمة الاقتصادية التي ظهرت ملامحها في بداية التسعينات مع سقوط جدار برلين وتفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي وتقهقر الإيديولوجية الاشتراكية بالمفهوم الشيوعي.
وظن الإرهابيون الأصوليون أنهم عبر اللجوء إلى العنف والتدمير والقتل والتفجير إنما يؤرخون لمرحلة جديدة من الصراع الدولي حيث اعتبروا أن القوى الرأسمالية تقف في خندق ويقف في مواجهتها في الخندق المقابل دعاة الإسلام من الذين فسروا تعاليم وشرائع هذا الدين الحنيف بما يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم وبما يحقق مآربهم وغايتهم الذاتية.
ولقد سمح هؤلاء لأنفسهم أن يصنفوا دول العالم كما يشاؤون ما بين عدو وصديق وعمدوا عبر بياناتهم وأطروحاتهم الأيديولوجية وأنشطتهم الإعلامية إلى تكريس هذا التصنيف مستهدفين من وراء ذلك التأثير على العامة من المسلمين ممن يملكون ثقافة دينية محدودة.

دلالة ما يعيشه الإرهابيون من ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة

وللدلالة علي ما يعيش هؤلاء الإرهابيون من ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة فقد رفعوا شعارات غير متناسقة ولا متوافقة ولا تحمل في طياتها أي نضج ديني أو سياسي أو اجتماعي بدليل أنهم تارة كانوا يحاربون الغرب لأنه مسيحي كافر وتارة لأنه يعادي المسلمين ويستأثر بمصالحهم.
وتارة كانوا يرفعون شعارات تدعو إلى تطهير العالم الإسلامي من الأجانب وتارة يميزون ما بين غربي من أهل الكتاب وما بين غربي ملحد.
وهذه التصنيفات طالت أيضًا الدول العربية والإسلامية علمًا أن هذه القوى الإرهابية التي تتستر بالإسلام لم تقم بأي هجوم على أشخاص أو مصالح صهيونية ولم توظف أدنى ما تملك من طاقات وإمكانيات للدفاع عن الاقصى الشريف الذي تنتهك يوميًّا حرماته.
بل جل ما فعلته أنها خططت لتقتحم بواسطة الطائرات المدنية برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك فقتلت آلاف الأبرياء ومن ثم عمدت بدءًا من منتصف التسعينات وحتى الأمس القريب من العام إلى تفجير مساكن آهلة في الخبر ومجمع المحيا في الرياض وحي شعبي في تركيا وحي مليء بالمطاعم في إحدى مدن المملكة المغربية وقطارات مليئة بالمواطنين في أسبانيا وفندق الماريوت في ماليزيا وخطف السياح على يد جماعة أبو سياف في الفليبين وفي اليمن.

استغلال القوى الإرهابية الحالة الاقتصادية المزرية لبعض الدول الإفريقية

واستغلت القوى الإرهابية الحالة الاقتصادية المزرية لبعض الدول الإفريقية فأقامت فيها خلايا إرهابية عمدت إلى مهاجمة السفارات الأجنبية ليس نتيجة قناعة أيديولوجية بل لقاء الأموال الهائلة التي دُفعت.
وهذه الموجة هي نفسها التي عانت منها مصر والجزائر والسودان وحتى لبنان وسورية في فترة الثمانيات.
وكان من المفترض أن تشكل هذه التطورات حالة قصوى من الاستنفار على المستوى الدولي ولكن بقيت الدول العظمى متخلفة عن مواكبة هذه التحديات بدليل أن الولايات المتحدة الأمريكية أفشلت بسبب حسابات ضيقة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي استضافته مصر في التسعينات في شرم الشيخ.
ورغم الدعوات المتكررة التي صدرت من معظم العواصم العالمية ورغم أن الإرهاب بات يهدد كل القوى الكونية دون استثناء فإن أي مؤتمر جدي لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي لم ينجح في الإلتئام لأن عواصم صناعة القرار في العالم أغرقت نفسها عن عمد في لعبة المفاهيم بحيث مزجت ما بين المقاومة وما بين الإرهاب رغم أن الفارق بينهما واضح ولا يحتاج لكثير من الدلائل أو من البراهين.

التمييز بين الكفاح المسلح لحركات التحرير الوطني والإرهاب الدولي

فلقد أكدت قرارات الجمعية العامة وأعمال اللجنة الخاصة المعنية بالإرهاب على شرعية الكفاح المسلح لحركات التحرير الوطني وقد تم تدعيم هذا المبدأ القانوني والتمييز بينه وبين الإرهاب الدولي في الاتفاقيات الدولية فقد اعتبرت الاتفاقية الدولية المناهضة أخذ الرهائن التي أقرتها الأمم المتحدة في ديسمبر م أن أي شخص يقبل على شخص آخر الرهينة ويحتجزه ويهدد بقتله أو إيذائه أو استمرار احتجازه من أجل إكراه طرف ثالث سواء أكان دولة أو منظمة دولية حكومية أو شخصًا طبيعيًّا أو اعتباريًّا أو مجموعة من الأشخاص على القيام أو الامتناع عن القيام بفعل معين كشرط صريح أو ضمني للإفراج عن الرهينة يرتكب جريمة أخذ الرهائن بالمعنى الوارد في هذه الاتفاقية.
انطلاقًا من هذا يتضح أن الأمم المتحدة لم تحرز أي تقدم نحو تعريف الإرهاب الدولي أو التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية مواجهة الأعمال الإرهابية ومكافحتها فقد تضمنت قرارات الجمعية العامة للأم المتحدة ذات الصلة عبارات عامة لا يمكن بموجبها التوصل إلى صيغة مشتركة لتوحيد الإجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة الإرهاب ولعل ذلك يرجع إلى التباين الشديد في وجهات نظر الدول فيما يتعلق بالجوانب القانونية للإرهاب الدولي وعدم اتفاقها على العناصر المكونة لتلك الجريمة.
هناك إذًا انقسام عميق في المجتمع الدولي حول تعريف الإرهاب الدولي فعلى الرغم من أن الأفعال الإرهابية تشمل تهديدًا لأمن وسلامة واستقرار المجتمع الدولي واستفزازًا خطيرًا لمشاعر الإنسانية والضمير العالمي وعاملًا من عوامل التوتر في العلاقات الدولية مما يجعل من الضروري اعتبار هذه الأفعال بمثابة جرائم دولية ضد أمن وسلامة البشرية إلا أنه ما زال هناك تباين شديد في وجهات النظر بين أعضاء المجتمع الدولي حول تعريف المقصود بمصطلح الإرهاب الدولي.
إلا أنه مع ذلك يمكن تصنيف دوافع الإرهاب الدولي وأسبابه إلى اتجاهات رئيسية أهمها الدوافع السياسية والاقتصادية والإعلامية.

ما يعتمد عليه الإرهاب في تحقيق أهدافه

وغالبًا ما يعتمد الإرهاب في تحقيق أهدافه على عنصر هام وهو نشر الأفكار التي يعمل من أجلها وطرحها أمام الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية للحصول على دعمها وتأييدها لقضيته.
أما عن تحديد المسؤولية عن أعمال الإرهاب الدولي فإن النظام القانوني الدولي يتكون من مجموعة من القواعد والمبادئ القانونية التي تحدد حقوق وواجبات الدول وتنظم سلوكها.

المواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب

أما عن المواثيق الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب فمنذ بداية القرن العشرين انشغل العالم بإعداد المواثيق لمكافحة الإرهاب وصاغ الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب كما صاغ بهذا الصدد عدة اتفاقيات أبرزها اتفاقية جنيف لمنع ومعاقبة الإرهاب لعام م.
وتتميز اتفاقية جنيف بأنها تتناول بالتحديد مجموعة الأفعال المكونة للإرهاب والتي تشكل جرائم معاقب عليها طبقًا لنصوصها كما توضح الاتفاقية هذه الجريمة والتدابير الوقائية والإجراءات الجنائية لمنع الإرهاب ومعاقبة مرتكبيه.
ولم تدخل اتفاقية جنيف حيز التنفيذ بسبب عدم التصديق عليها من جانب الدول الموقعة ولم يصدق عليها إلا دولة واحدة هي الهند ومع ذلك فالاتفاقية تعد أول محاولة جادة لمعالجة ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي.
ثم هناك الاتفاقية الأوروبية لقمع الإرهاب لعام والاتفاقية الدولية لمناهضة أخذ الرهائن الموقعة في نيويورك في ديسمبر م.
وهناك أيضًا الاتفاقية المتعلقة بقمع التدخل غير المشروع في خدمات الطيران المدني الدولي بعد أن تزايدت أعمال العنف ضد الطيران المدني منذ العام م.

التعـــاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب

وفيما يتعلق بالتعـــاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب فقد جـــاء التعاون في مجال مكافحــــة الإرهاب في إطار إدراك العديــــد من الدول العربيـــة لأهمية مواجهة هذه الظاهرة بشكل جماعي وأن المواجهة الفردية لن تكون ذات أثر فعال وقد بدأت ملامح هذا التعاون في الظهور خلال عام م ثم تدعم هذا التوجه خلال العام التالي وتعمق واتخذ أبعادًا جديدة أكثر فعالية خـــــلال عامي و م ويتخذ التعاون العربي في مجال مكافحة الإرهاب أكثر من مستـــوى وزراء الداخلية ووزراء الإعلام ووزراء العدل.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن مؤتمر الأمم المتحدة التاسع لمنع الجريمة الذي عقد بالقاهرة في إبريل م يعد من أهم التجمعات الدولية التي شهدت تحركًا سعوديًّا وعربيًّا للتصدي لقضية الإرهاب فقد نجح العرب خلال هذا المؤتمر في تدويل الاهتمام بقضية الإرهاب وكللت جهودهم الرامية إلى جعل الإرهاب أحد أنواع الجريمة المنظمة بالنجاح.
وهذا بحد ذاته لا يكفي إذ المطلوب أن تتضافر اليوم الجهود الدولية لصياغة طريقة بشأن كيفية مكافحة الإرهاب والحد من شيوعه والسعي جديًّا إلى اقتلاعه من جذوره.

تعريف الإرهاب وأسبابه


الإرهاب ظاهرة متميزة من ظواهر الاضطراب السياسي في القرون السابقة والقرن الحالي، ولم تخل منه أمة من الأمم أو شعب من الشعوب، وقد ظهر الإرهاب كتعبير حديث وحتى كممارسة، قبل قرنين من الزمن، وقد تبلور واقعيا في عام 1793م، وكان ذلك في عهد الإرهاب في فرنسا ومنه اشتقت اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة إرهاب وعليه فأن تحديد تعريف جامع وشامل للإرهاب، يشكل صعوبة بين الدول فالبعض منها يعتبر ما يقوم به المكافحون، عملا إرهابيا، بينما البعض الآخر يعتبره عملا بطوليا ومشروعا في سبيل الحرية، وقد ظهر ذلك واضحا جليا قبيل توقيع اتفاقية الحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك عندما أصرت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على محو كل ما يتعلق بالإرهاب في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، بينما رأى الفلسطينيون انه لا وجود لما يسمى بالإرهاب في ميثاقهم، وان كل ما يحتوي عليه الميثاق في هذا الخصوص هو نضال مشروع لاسترداد الأرض المحتلة والحقوق المغتصبة، وسيتم سرد بعض التعريفات التي قد تساعد في إيجاد تعريف شامل للإرهاب بكل معانيه.

تعريف الإرهاب

   الإرهاب كلمة حديثة في اللغة العربية وهي كلمة مشتقة قرها المجمع اللغوي وجذرها رهب بمعنى خاف، وكلمة إرهاب هي مصدر الفعل ارهب، أرهبه بمعنى خوفه، ولا يوجد في المعاجم العربية كلمات الإرهاب والإرهابي لان تلك الكلمات حديثة الاستعمال، وقد ورد لفظ الرهبة ومشتقاته في القران الكريم بعدة معاني، منها الخشية وتقوى الله سبحانه وتعالى مثل قوله تعالى: "يبني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وآيي فارهبون"، كما وردت بمعنى الردع المعروف في المفهوم العسكري في أيامنا هذه في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"،  والإرهابيون في المعجم الوسيط وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية، والإرهابي في المنجد، من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، كما وردت أيضا فيما يتعلق بالحكم الإرهابي انه نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو جماعات ثورية، ويعود استعمال اصل كلمة الإرهاب كمصطلح إلى فترة الثورة الفرنسية، وترتبط بما يسمى بحكم الإرهاب.

الجهود الدولية لتعريف الإرهاب

31.    في عام 1934م نجح إرهابيون ينتمون إلى منظمة (الاستاذا) المقدونية الانفصالية في اغتيال الملك الكسندر الأول ملك يوغسلافيا، وروعت الجريمة العالم اجمع، واجتمعت عصبة الأمم المتحدة، بناءا على طلب فرنسا الدولة التي حدث الاغتيال على أرضها، وكونت لجنة خاصة كلفتها بإعداد مشروع ميثاق دولي حول الإرهاب، وكانت هذه اللجنة مكونة من 14 دولة، وتمت الموافقة على الميثاق الدولي في 1937م، وضم الميثاق اتفاقيتين، وعددت الاتفاقية الأفعال الإرهابية على النحو التالي:
أ.      الأفعال العمدية الموجهة ضد حياة أو سمعة أو حرية أو سلامة رؤساء الحكومات والدول وغيرهم من الأشخاص الذين يمارسون امتيازات رؤساء الدول وخلفائهم بالوراثة أو التعيين وزوجاتهم، وكذلك الأشخاص المكلفون بمهام عامة، عندما ترتكب ضدهم الأعمال الإرهابية بسبب هذه المهام، أو عند ممارستهم لها.
ب.     التخريب العمدي أو إلحاق الضرر عمدا بالأموال العامة أو المخصصة لاستخدام الجمهور .
ج.     إحداث خطر عام عمدا يكون من شأنه تعريض الحياة الإنسانية للخطر كاستعمال المفرقعات والمواد الحارقة، وتسميم المياه والأغذية.
د.      الشروع في ارتكاب هذه الجرائم.
هـ.    صنع أو حيازة أو تقديم أو الحصول على أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو مواد ضارة بقصد تنفيذ جريمة من الجرائم المذكورة في أي بلد كان.
و       الاشتراك في تنفيذ العمل الإرهابي سواء بالانضمام إلى جمعية أو بالإتفاق بقصد ارتكاب أعمال إرهابية أو التحريض على ارتكابها.
32.    وأضفت الاتفاقية الصفة الدولية على جريمة الإرهاب إذا كانت موجهة ضد دولة أو من دولة أو إذا تعددت أماكن إعداد الأعمال الإرهابية أو تنفيذها أو أماكن لجوء الفاعل أو الفاعلين أو تعددت جنسياتهم أو جنسيات شركائهم أو بحسب طبيعة المصالح التي لحقها الضرر، وتصدت الاتفاقية للأعمال الإجرامية ذات الصلة بالأعمال الإرهابية، على أنها أعمال تحضيرية للأعمال الإرهابية، وتتخذ صفتها، ولم يكتب لميثاق جنيف أن يدخل حيز التنفيذ، بسبب الضغوط السياسية الهائلة، ونشوب الحرب العالمية الثانية، ولم تطرح على بساط البحث بعد الحرب العالمية الثانية، ولم تحاول أية دولة أن تخرج ميثاق جنيف، رغم حدوث المئات من أعمال الإرهاب التي راح ضحيتها آلاف البشر، إلا بعد الهجوم على مطار اللد (1972) وحادث ميونيخ (1972)  حيث الضحايا من إسرائيل، وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3034/72 لعام 1972 بإنشاء لجنة خاصة لتعريف الإرهاب، وفيما يلي عرض لأهم التعريفات المقدمة للجنة الأمم المتحدة الخاصة بتعريف الإرهاب والتعريف الذي وضعته الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.
أ.      تعريف دول عدم الانحياز. جاء التعريف معددا أعمال الإرهاب الدولي على نحو أعمال العنف، وأعمال القهر الأخرى، التي تمارسها الأنظمة الاستعمارية والعنصرية والأجنبية، ضد الشعوب التي تناضل من اجل نيل حريتها، والحصول على حقها المشروع في تقرير المصير والاستقلال، وحقها في الحصول على مختلف حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وكذلك أنشطة المنظمات ذات التوجهات الفاشية أو التنظيمات الخاصة بالمرتزقة والموجهة ضد الدول ذات السيادة، ويعتبر إرهابا أعمال العنف التي يمارسها الأفراد أو مجموعات من الأفراد والتي تعرض للخطر نفوسا بريئة أو تبيدها أو تعرض الحريات الأساسية للخطر، ويستثنى من ذلك الأعمال التي تتخذ أعمالا للحق الثابت في تقرير المصير الذي تطالب به الشعوب الخاضعة للنظم الاستعمارية أو العنصرية أو أي شكل آخر من أشكال السيطرة الأجنبية ويستثنى كذلك الأعمال التي تتم في إطار نضال الشعوب وخصوصا حركات التحرير الوطنية، وكذلك تدخل ضمن الإرهاب أعمال العنف التي يرتكبها الأفراد أو المجموعات بهدف الحصول على كسب شخصي إذا تعدت نتائجه اكثر من دولة.
ب.     تعريف دول أمريكا اللاتينية. "الإرهاب الدولي هو كل تهديد باستخدام العنف يعرض نفوسا بشرية بريئة للخطر أو يدمرها، أو يعرض الحريات الأساسية للخطر ويقوم فرد أو مجموعة أفراد باقترافه على ارض أجنبية أو في أعماق البحار أو على متن طائرة تطير في المجال الجوي الذي يقع فوق البحر، وذلك بهدف إحداث الرعب لتحقيق هدف سياسي"، ويعد من أعمال الإرهاب الدولي الإجراءات القمعية غير الإنسانية التي تقوم بها الأنظمة الاستعمارية أو العنصرية وكذلك كل الإجراءات التي تهدف إلى ممارسة سيطرة أجنبية وذلك بإنكار حق الشعب الشرعي في تقرير المصير، وفي الاستقلال، وكذلك إنكار باقي الحقوق والحريات الأساسية، ويعتبر أيضا من الأعمال الإرهابية الاغتيال، وإحداث جروح خطيرة في الجسم، واعتقال الأشخاص، وإرسال رسائل مفخخة، وإحداث خسائر في الممتلكات، سواء تم اقترافها على ارض دولة اجنبية، او على يد أجانب، أو كانت موجهة ضد أجانب، بهدف إحداث فزع لتحقيق أهداف سياسية، وذلك لان الأفعال تشكل تعديا على المعنويات الاجتماعية وخرقا للكرامة الشخصية الإنسانية.
ج.     تعريف فرنسا. "الإرهاب الدولي عمل همجي بشع يتم اقترافه على أرض دولة أجنبية، بواسطة شخص أجنبي ضد شخص لا يحمل نفس جنسية الفاعل، ويكون الهدف من ذلك ممارسة الضغط في موضوع خلاف، لا يكون بالضرورة خلافا دوليا".
د.      تعريف الولايات المتحدة الأمريكية. "كل فعل يرتكب بصفة غير مشروعة، كالقتل والخطف وغيرها من الأفعال التي تسبب أضرارا جسدية ويترتب عليها آثار دولية، وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن شرعية دوافع ارتكاب الفعل الارهابي، لا يضفي الشرعية على العمل الإرهابي وخاصة عندما يوجه إلى الأبرياء".
هـ.     تعريف الدول العربية. "كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر"، والجريمة الإرهابية هي أي جريمة أو شروع فيها ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة، أو على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها يعاقب عليها قانونها الداخلي، ولا تعد جريمة، حالات الكفاح بمختلف الوسائل، بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من اجل التحرر وتقرير المصير، وفقا لمبادئ القانون الدولي، ولا يعد من هذه الحالات كل عمل يمس بالوحدة الترابية لأي من الدول العربية، وقد أخرجت الاتفاقية جرائم الإرهاب من عداد الجرائم السياسية.

أشكال الإرهاب

33.    يصنف الإرهاب إلى الأشكال الرئيسية التالية:
أ.      إرهاب المجموعات الوطنية التي تطالب بحق تقرير المصير، وتستخدم الإرهاب كجزء من إستراتيجيتها للوصول إلى تحقيق هدفها، ويؤمن أفراد المجموعة بوجوب الكفاح المسلح، مثل المجموعات الأرمنية التي بدأت هجماتها منذ عام 1975م عن طريق عمليات التفجيرات والاغتيالات الموجهة ضد الأتراك في الشرق الأوسط وأوروبا الغربية، ومن هذه المجموعات أيضا منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعض الفصائل الفلسطينية ومنظمة الباسك الانفصالية في إسبانيا، وفي الماضي تولت عصابات الأرجون وشتيرن اليهودية العمليات الإرهابية التي أدت إلى ترك الفلسطينيين لأرضهم هربا من المذابح والاغتيالات وتدمير المنازل والمنشآت.
ب.     إرهاب المجموعة العقائدية، ولهذه المجموعة هدف معلن، هو تغير الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبعض هذه المجموعات لا تعتنق مبدأ أو هدفا أيديولوجيا محددا، وان كانت تهدف إلى إلغاء نظام الحكم بالدولة، ومن هذه المجموعات مجموعة بادر ماينهوف في ألمانيا الغربية، ومجموعة الألوية الحمراء في إيطاليا، ومجموعة الجيش الأحمر الياباني، وأضيفت إليها المنظمات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية، وطائفة الحقيقة السامية في اليابان.

    ويصنف الإرهاب إلى أربعة أشكال ثانوية وهي:
أ‌.                   إرهاب أيدلوجي ويشمل الإرهاب اليساري والشيوعي وإرهاب أقصى اليمين.
ب.     إرهاب وطني ويشمل العمليات الإرهابية التي تستهدف إخراج المحتل أو تدمير مصالحة أو اغتيال رموزه أو الموالين له.
ج.     الإرهاب العرقي أو الديني أو اللغوي مثل العمليات الإرهابية التي يقوم بها أفراد طائفة التاميل ضد الحكومة في سريلانكا، ومثل العمليات التي يقوم بها المتطرفون (عمليات السيخ ضد الهندوس، عمليات الهندوس ضد المسلمين).
د‌.                  الإرهاب المرضي مثل العمليات التي يقوم بها المصابون باختلال نفسي.

أسباب الإرهاب
    قبل الخوض بالأسباب الكامنة وراء الإرهاب يتحتم علينا أن نعرف انه إذا كانت هناك أعمال إرهابية تستحق العقاب، فان هناك أعمالا أخرى ترتبط بقضايا سياسية واجتماعية نابعة من المظالم التي تعاني منها بعض الشعوب المقهورة، وكذلك إذا كان لا بد من القضاء على الإرهاب، فانه يتحتم التعرف إلى مسبباته أولا، وكل محاولة للعلاج تتجاهل الأسباب الجوهرية لن تكون ذات فائدة، وقد اعترفت منظمة الأمم المتحدة في تقرير لها، منذ حوالي عقدين من الزمن، بان قضية الإرهاب صعبة الحل، لأنها قضية شديدة التعقيد، وللبحث عن هذه الظاهرة لابد أن يأخذ بعين الاعتبار الخلفيات المسببة للإرهاب وللعنف في أنحاء عديدة من العالم، وقد اتهمت منظمة الأمم المتحدة الدول الكبرى بأنها تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية تفشي ظاهرة الإرهاب التي تهز العالم، وذكرت عدة أسباب كان من أبرزها هو ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، وتهاون الدول الكبرى عن القيام بواجباتها، وكذلك تواطؤ الدول الكبرى وتحيزها مما أدى إلى الفشل في تحقيق التعاون الدولي وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بين دول العالم، بالإضافة إلى اغتصاب حقوق الدول المستضعفة مما الحق بها ظلما، وقد حددت اللجنة الخاصة للإرهاب الدولي التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أسبابا سياسية واقتصادية واجتماعية للإرهاب وهي كما يلي:
أ.      الأسباب السياسية.
(1)    سيطرة دولة على دولة أخرى (للاستعمار).
(2)             التمييز العنصري.
(3)             استخدام القوة ضد الدول الضعيفة.
(4)             التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى.
(5)             الاحتلال الأجنبي (كليا أو جزئيا).
(6)             ممارسة القمع والعنف للتهجير او للسيطرة على شعب معين.
ب.     الأسباب الاقتصادية.
(1)             عدم التوازن في النظام الاقتصادي العالمي.
(2)             الاستغلال الأجنبي للموارد الطبيعية للدول النامية.
ج.     الأسباب الاجتماعية.
(1)             انتهاك حقوق الإنسان (بالتعذيب أو السجن أو الانتقام).
(2)             الجوع والحرمان والبؤس والجهل.
(3)             تجاهل معاناة شعب ما تعرض للاضطهاد.
(4)             تدمير البيئة.




الارهاب في العصر الحديث



أن الكثير من المصادر الغربية تحاول بشتى الطرق والأساليب أن تربط بين الإرهاب وبين الإنسان العربي، بالتحديد الإنسان العربي المسلم،  وقد برز العديد من الكتاب والكتب الغربية التي تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين وذلك للتخلص من شبح الماضي الأسود
الذي يطاردهم.

تطور الإرهاب في العصر الحديث

   تم تقسيم الإرهاب في هذه المرحلة كما يلي:
        أ.      الإرهاب الغربي.
(1)    تشير الأدلة أن بداية عصر الإرهاب الحديث كانت بالغرب وبالتحديد مع بداية الثورات الأوروبية وبالأخص مجريات الثورة الفرنسية وما نتج عنها من مذابح دامية حيث أطلق على تلك الفترة لقب حكم الإرهاب ومن هنا اشتقت كلمة الإرهاب بالإنجليزية والفرنسية حيث إن حصيلة الثورة الفرنسية وحدها كانت قطع راس (140) ألف شخص بالمقصلة وسجن (300) ألف آخرين، وقد اغتيل نتيجة ذلك كله العديد من ملوك وقادة أوروبا وقادة طبقاتها الحاكمة.
(2)    كانت شرارة الحرب العالمية الأولى مقتل ولي عهد النمسا وزوجته على يد أحد الثوريين من منظمة (الكف الاسود) في (سراجيفو) كما استخدم هذا الأسلوب العديد من حركات المقاومة الثورية مثل الثورة الايرلندية ضد الأعداء المحتلين وضد العناصر المتعاونة معهم من أبناء الوطن، كذلك استخدمت هذا الأسلوب الحركات الفاشية في إيطاليا والحركة النازية في ألمانيا قبل الوصول إلى سدة الحكم وبعده، وقد شهد العقد الأخير بروز العديد من الحركات الإرهابية الثورية مثل (الألوية الحمراء) وجماعة (بادرماينهوف) و (الجيش الأحمر الياباني)، وفي هذه الفترة ظهر أيضا الإرهاب الرسمي مثل الإرهاب (الصهيوني) وإرهاب (حكومة جنوب أفريقية العنصرية).         
(3)    أخضعت أوروبا  حديثا جميع الأجانب لرقابة مستمرة للوقاية من الإرهاب وتعدت ذلك ألمانيا الغربية حيث طردت 370 لبنانيا وقد قام السفراء العرب في باريس بالتحذير من تصاعد العداء العنصري للعرب، ومن أعمال الإرهاب الحديث ما حصل للفرنسيين حيث اغتيل الملحق العسكري الفرنسي في لبنان، وكذلك تم تفجير مقر الشرطة في العاصمة الفرنسية عام 1986م، وقد اتخذت فرنسا تدابير أمنية مشددة حيال زوار باريس الأجانب وأطلق في ذلك الوقت اسم ( الإرهاب الأسود ) على ما يجري في فرنسا وأدانت ذلك دول كثيرة ودعت لمواجهة هذا الإرهاب دوليا.
(4)    تعاني دول أوروبا من الإرهاب الحديث بشتى أنواعه، فبريطانيا تعاني من العمليات التي يقوم بها ( الجيش الجمهوري الايرلندي ) وفرنسا تعاني من منظمة العمل المباشر وكذلك بلجيكا تعاني من منظمة العمل المباشر البلجيكية وإيطاليا تعاني من جماعه الألوية الحمراء وألمانيا تعاني من عصابة بادرماينهوف وإسبانيا تعاني من جماعة الباسك الانفصالية، ونتيجة لذلك ذهب ضحايا كثيرين ومنهم رؤساء حكومات مثل ( اولف بالم ) رئيس وزراء السويد، ولا تنفرد أوروبا بهذه العمليات الإرهابية فالعالم اجمع يعاني منها فمثلا عام 1986م تعرض رئيس الوزراء الهندي الأسبق راجيف غاندي لمحاولة اغتيال كاد أن يروح ضحية لها، وكانت والدته قد اغتيلت على يد أحد حراسها الخاص الذي ينتمي إلى طائفة السيخ في 31 أكتوبر من عام 1984م، وهناك عمليات إرهابية كثيرة لطخت سجلات التاريخ الحديث بالدماء عجزت دول العالم الحديث عن الوصول إلى أسبابها وعن معالجتها، والتاريخ الحديث مليء بالعمليات الإرهابية النازية، والإرهاب الروسي اللذين تكرسا في حرب ظلام خاضها النظامان بلا هوادة ضد خصومهما في الداخل والخارج فضلا عن الإرهاب الأسباني على مدى الحرب الأهلية الإسبانية وما بعدها.
(5)    الإرهاب في إيطاليا. يرتبط الإرهاب في إيطاليا ارتباطا وثيقا بالفاشية، ويرجع ذلك إلى عام 1945م حيث انتهت الحرب العالمية الثانية، وانتهت معها التجربة المرة التي عاشتها أوروبا مع النازية والفاشية، وبدأت إيطاليا بإعادة ما دمرته الحرب وبدأت الأحزاب تعيد  تكوين نفسها، وكان من ضمن مجموعة الأحزاب حزب يطلق عليه اسم "الحركة الاجتماعية الإيطالية" ويعمل كمأوى لفرق اليمين المتطرف وتشير الدلائل إلى أن المخابرات الأمريكية والإنجليزية قد ساعدتهم على التغلغل في أجهزة الدولة بعد انتهاء الحرب العالمية، وذلك لحاجة أمريكا وبريطانيا لتكوين شبكة من العملاء في أعلى مستويات الدولة، وقد قام الفاشيون بارتكاب مجموعة من الاعتداءات السياسية، ونظموا العديد من المظاهرات المتسمة بالعنف بالميادين العامة، وقاموا بارتكاب العديد من أعمال العنف ضد صحف ومقار الأحزاب اليسارية وقد ارتكبوا مذابح أثارت قدرا كبيرا من الهلع والفزع بين المدنين مثل مذبحة "بياتسا فونتانا" في ميلانو، ومذبحة سكة حديد مدينة بولونيا عام 1980م، كما شهدت إيطاليا مولد إرهاب اليسار "الإرهاب الأحمر" والتي كانت امتداداً للعمل المسلح الذي بدأ في الجامعات الأمريكية عام 1964م، وامتد إلى الجامعات الألمانية والفرنسية، واهم منظمات إرهاب اليسار في إيطاليا (منظمة الألوية الحمراء).
(6)    الإرهاب في ألمانيا. تعتبر المذابح الجماعية التي تعرض لها يهود أوروبا على يد هتلر ونظامه النازي خلال السنوات 1939-1945م من ابشع الأعمال الإرهابية في التاريخ الحديث، وقد استغل اليهود تلك المذابح لإقناع الدول الغربية والشرقية لدعمهم وإصدار قرار تقسيم فلسطين وتأسيس دولة يهودية في فلسطين، وعلى الرغم من توحيد شطري ألمانيا في دولة واحدة في أواخر عام 1990م إلا أن المنظمات الإرهابية التي كانت قائمة في جمهورية ألمانيا الاتحادية بقيت تمارس أعمالها الإرهابية سواء من جانب منظمات الإرهاب اليسارية أو اليمينية، واهم منظمات الإرهاب اليسارية في ألمانيا جماعة "الجيش الأحمر" و "الخلايا الثورية" وأهداف هذه المنظمات هي ضرب المصالح والأهداف الأمريكية في ألمانيا، أما إرهاب اليمين في جمهورية ألمانيا الاتحادية، فقد ظهر في أعقاب ظهور إرهاب اليسار وكنتيجة له، ويختلف إرهاب اليمين من حيث الأسلوب والاهداف، حيث يسعى إلى إقامة نظام دكتاتوري، ويختار ضحاياه من رموز السلطة أو رجال الأعمال.
(7)    الإرهاب في إسبانيا. ظهرت منظمة "ايتا" ومعناها "بلاد الباسك والحرية" على مسرح الأحداث في الخمسينيات، وبدأت العمل المسلح عام 1961م، وكانت ايتا تبدو عند نشأتها حركة قريبة من حزب الباسك الوطني، ولكنها ابتعدت عنه في الستينات مستهدفة تحقيق استقلال إقليم الباسك وتوحيد مقاطعاته السبعة في دولة واحدة ذات اتجاهات شعبية اشتراكية لغتها الرسمية هي اللغة الباسكية، أما العمليات والاعتداءات الإرهابية التي قامت بها "ايتا" فقد تزايدت بصورة ملحوظة عام 1980م، وهي الفترة التي شهدت فيها إسبانيا قيام حكومة ديمقراطية، وقد وجهت اعتداءاتها ضد رجال الشرطة وأفراد الحرس المدني وكذلك هاجمت الجيش وتعرض كبار قادته لحوادث اغتيال، ومازالت نشطة في إسبانيا.
(8)    الإرهاب في بريطانيا. تسيطر على ايرلندا مشكلتان رئيسيتان هما مشكلة العلاقة بين البروتستانت والكاثوليك، ومشكلة العلاقة مع إنجلترا، وقد نجح الايرلنديون في تكوين دولة ايرلندا باستثناء المقاطعات الست الشمالية التي بقيت تابعة للتاج البريطاني، حيث يطالب الايرلنديون الشماليون بالانفصال عن بريطانيا وتوحيد ايرلندا وما زالت منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي تمارس الإرهاب والعمل المسلح.
(9)    الإرهاب في روسيا والدول الاشتراكية. قدمت روسيا التدريب والأسلحة والدعم المباشر والغير مباشر لجماعات قومية وانفصالية ومتمردة مختلفة، وبعض هذه الجماعات ارتكبت أعمالا إرهابية دولية كجزء من برنامجها في العنف الثوري، وقد بدأت روسيا الشيوعية منذ عام 1905م باضطهاد الدين، وقد صادرت كل أموال الكنائس واستخدمت بعض أبنية الكنائس كمكان لعقد الاجتماعات السياسية والحفلات وحرمت رجال الكهنوت من العمل، ولم يسمح لأطفالهم بالالتحاق بالمدارس، وقد شن الحزب الشيوعي حملات واسعة النطاق على الدين عن طريق منظمات مثل "عصبة الملحدين"، وقد اعدم الاف القسيسين أو أرسلوا إلى معسكرات السخرة، وكذلك اعتبرت روسيا المسلمين عديمي الولاء واتخذ الحزب الشيوعي كافة الإجراءات اللازمة ليقطع ما بين المسلمون والعالم الإسلامي.
(10)   الإرهاب الشيوعي في تركستان. في سنة 1915م ألقي القبض على (13565) مسلما في التركستان، وأودعوا المعتقلات، وقد هرب من التركستان منذ سنة 1919م حتى عام 1985م أكثر من مليونين ونصف المليون من المسلمين، ومن سنة 1932 إلى سنة 1934م مات ثلاثة ملايين مسلم تركستاني جوعا، نتيجة استيلاء الروس على محاصيل البلاد، وتقديمها إلى الصينيين الذين أدخلوهم تركستان، وفي سنة 1934م قتل الشيوعيون في تركستان وحدها مائة ألف مسلم من أعضاء الحكومة المحلية والعلماء والمثقفين والتجار والزراعيين، وفي سنة 1949م هرب ألفان من التركستان الشرقية، ولاقى حتفه من هذا الفريق الهارب (1200) وهم في الطريق إلى الهند، وفي سنة 1950م هرب من التركستان (20) ألف من المسلمين، لجأوا إلى البلاد الإسلامية في الشرق الأدنى، ونتيجة لقانون مزج الشعوب في الاتحاد السوفيتي نفت روسيا (400) ألف مسلم تركستاني إلى أوكرانيا وأواسط روسيا، ليندمجوا في تلك الشعوب، ويقطعوا صلتهم بأوطانهم الأصلية.
(11)   الإرهاب الشيوعي في بلغاريا. يوجد في بلغاريا مليونان من المسلمين، ما زالوا يواجهون حرب إبادة وتصفية لعقيدتهم الدينية، فمنذ الحرب العالمية الثانية، ودخول الشيوعية لبلغاريا، والضربات توجه ضد المسلمين هناك، وتصدر القوانين تلو الأخرى لتضييق سبل الحياة عليهم وتجريدهم من حقوقهم تحت سمع وبصر العالم الحر، وقد ارتكبت مذابح جماعية وشرد الآلالف على مر السنين وقد أصدرت بلغاريا في سنة 1972م قانونا يفرض على المسلمين تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء غير إسلامية، وقد أحرق الكثيرون من المسلمين وهم أحياء لرفضهم تغيير أسمائهم الإسلامية، ويحكم بالسجن من 5-10 سنوات كل مسلم يحاول تعلم القران أو تعليمه لغيره أو شرح أي شيء من تعاليم الإسلام، والأسلوب المتبع في بلغاريا ضد المسلمين هو نفس الأسلوب المتبع في بولندا.
(12)   الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.  يعتبر تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الشواهد في التاريخ البشري على ممارسة الإرهاب بأبشع صوره، متمثلا في إحتلال الأرض الأمريكية، وطرد أصحابها الأصليين والشرعيين من أرضهم، وقتل معظمهم بلا رحمة ولا هوادة، ومتمثلا كذلك في ممارسة نظام العبودية ضد المهاجرين السود، وقيام المنظمات الإرهابية التي مارست أعمال الإرهاب، وما زالت الولايات المتحدة تمارس الإرهاب حتى يومنا هذا وبمختلف الوسائل وعلى معظم الدول.          
ب.     الإرهاب العربي. عاشت الأمة العربية خلال الخمسين سنة الماضية في دوامة الانقلابات العسكرية والأنظمة العرفية الدكتاتورية والأعمال الإرهابية المتنوعة، واستمر مسلسل العنف تحت شعارات مضللة يحصد أرواح الأبرياء ويدمر الممتلكات ويعطل حقوق الناس حتى يومنا هذا، وسيقتصر الحديث عن الإرهاب في بعض الدول العربية كنموذج للإرهاب في بقية الدول.
(1)    لبنان. من اخطر الفترات التي مرت بها لبنان في العصر الحديث هي الحرب الأهلية التي كلفت لبنان الكثير من الضحايا البشرية والخسائر المادية وكانت تلك الحرب أوسع من عبارة "حرب أهلية" لأنها كانت بين الأغنياء والفقراء، بين المسيحيين والمسلمين، بين الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين غير اللبنانيين، بين الدول العربية والأيديولوجيات العربية المتصارعة على الأرض اللبنانية، بين العرب وإسرائيل، وكانت الأوضاع في لبنان معقدة لدرجة انه لا يعرف من يقاتل من، وما هي القضايا التي يتقاتلون من اجلها، وكانت نتيجة الحرب خسارة ما قيمته بلايين الدولارات، وتراوح عدد القتلى ما بين ( 50 - 60 ) الف شخص، و (100 ) الف جريح، و ( 17 ) ألف مجرم سجين كان قد تم اعتقالهم أثناء الحرب بتهم السرقة والاختطاف وغيرها، وقد خلفت الحرب آثاراً نفسية سيئة على الشباب والأطفال في ظل الكراهية والعنف والإرهاب والسلب والنهب.
(2)    الإرهاب أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان. كان الغزو الإسرائيلي للبنان عدوانا وحشيا ضد الشعب اللبناني بشكل عام وضد منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني بشكل خاص، أطلقت إسرائيل على ذلك الغزو لغايات التضليل والخداع "عملية سلامة الجليل"، وكان هدف إسرائيل هو تدمير وإنهاء الحركة الوطنية الفلسطينية، ومن ابرز تلك الأعمال الإرهابية ما يلي:
(أ)     تدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. قامت القوات الإسرائيلية بتدمير معسكرات اللاجئين الفلسطينيين واحداً تلو الآخر، وقد تحول مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين في المنطقة إلى أنقاض، وتم تدمير مخيمات أخرى تدميرا جزئيا.
(ب)    القصف الإرهابي لبيروت الغربية. كان القادة الإسرائيليون يعتقدون انه بإمكانهم إجبار قوات منظمة التحرير الفلسطينية على الاستسلام والخضوع من خلال القصف الإسرائيلي المكثف من البر والبحر والجو، وتقدر كميات المتفجرات الإرهابية التي سقطت على بيروت الغربية من القوات الإسرائيلية في عام 1982م بما يعادل قنبلتين نوويتين كالتي سقطت على اليابان عام 1945م.
(ج)    العمليات الإرهابية بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وانسحاب القوة متعددة الجنسيات بيوم واحد، قتل بشير الجميل القائد العسكري للكتائب والرئيس المنتخب للبنان، ولم يعلن أحد مسئوليته عن الحادث.
(د)     مذبحة صبرا وشتيلا. تمت مذبحة مخيمي صبرا وشتيلا الفلسطينيين على أيدي مليشيا الكتائب اللبنانية وتحت إشراف ومراقبة القوات الإسرائيلية وبلغت ضحايا تلك المذبحة حوالي (3) آلاف قتيلا مدنيا أعزل.
(هـ)    مجزرة عين الحلوة. تقدم الإسرائيليون عند منتصف الليل نحو مخيم عين الحلوة للفلسطينيين وزرعوا الدمار والخراب في أحياء المخيم تحت أنوار القنابل المضيئة، وقد قصف اليهود بأسلحتهم الثقيلة دون تمييز الأحياء السكنية في المخيم وسوق الخضار وأسفرت الهجمة الإسرائيلية عن تفجير أربعة عشر منزلا على رؤوس أصحابها، واعتقال (150) من سكان المخيم بين كهل وشاب وطفل وامرأة وإصابة خمسة عشر من سكان المخيم بين قتيل وجريح.
(و)     مذبحة سحمر. نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتعاون مع عصابة العميل انطوان لحد، حيث تم تجميع سكان البلدة في الساحة الرئيسية بحجة استجوابهم، وأفاد بعض الناجين من المجزرة بان القوات الإسرائيلية وعناصر انطوان لحد أطلقوا النيران على الأهالي العزل المجتمعين في ساحة البلدة بناء على طلب الضباط الإسرائيليين والعميل لحد شخصيا، وذهب ضحيتها (13) قتيل و(40) جريح.
(3)    سوريا. تمت سلسلة طويلة من الاغتيالات السياسية ضد قادة حزب البعث العربي السوري، وكان جميع من تم اغتيالهم من الطائفة العلوية وكانت مسؤولية الاغتيالات تقع على عاتق جماعة المعارضة الإسلامية السنية التي كانت تعارض طبيعة النظام السوري متهمة الطائفة العلوية بالقمعية المعارضة للإسلام، واسوأ الأحداث الإرهابية التي وقعت هي التي حدثت في مدرسة المدفعية في حلب والتي على إثرها قامت القوات المسلحة السورية بقيادة رفعت الأسد بإخماد الفتنة بين الطائفة العلوية والسنية، ومن ابرز الأعمال الإرهابية التي وقعت هي:
        (أ)     مذبحة مدينة تدمر.
        (ب)    مذبحة حماة.
        (ج)    غزو سوريا للأردن.
        (د)     اغتيالات خارج سوريا لكبار الشخصيات الأردنيين والعرب.
(4)    العراق. بدأ الإرهاب العربي في العراق ليلة 14 تموز 1958م حين قامت فئة باغية من جيش العراق بجريمة إرهابية من ابشع الجرائم في تاريخ العالم العربي الحديث، حيث أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد الملك فيصل وعبد الإله واستشهد معهما عدد من النساء والأطفال، وقتل في تلك المجزرة من الشخصيات الأردنية دولة إبراهيم هاشم ومعالي السيد سليمان طوقان، وبعد أن سيطر الجيش العراقي على نظام الحكم في العراق بدء مسلسل العنف والإرهاب بين مختلف الأحزاب اليسارية القومية واليسارية من اجل الانفراد بالسلطة، وقد كان آخر الأعمال الإرهابية العراقية هو غزو الكويت(1).
(5)    الجزائر. كان هدف التنظيمات الإسلامية في بادئ الأمر إحياء الإسلام والتأكيد على الشخصية العربية الإسلامية في مواجهة التغريب والثقافة الفرنسية ومواجهة الاحتلال الفرنسي، بدأ الصراع بين التنظيمات الدينية والسلطة ووصل هذا الصراع إلى الذروة اثر إلغاء انتخابات عام 1992م والتي حقق فيها الجناح الإسلامي نجاحا كبيرا، ويقدر عدد القتلى من المسلحين والمواطنين وقوات مكافحة الإرهاب في الفترة مابين 1992 حتى 1996 بحوالي (60) ألف شخص من بينهم أيضا (189 رضيعاً) و (422 طفلاً) لقوا مصرعهم في التفجيرات العشوائية على أيدي أفراد الجماعات المتطرفة المسلحة التي أجاز أمراؤها قتل الأطفال حتى يجنبوهم النشأة في أوساط الكفار على حد قولهم.
(6)    مصر. شهدت مصر في العقود الثلاثة الأخيرة اعنف موجة عنف دموي في تاريخها حيث سقط فيها قتلى وجرحى من الشرطة والأهالي والسائحين والمتطرفين، وأطاحت الموجة بثلاثة من وزراء الداخلية، وقد بلغ التصعيد الإرهابي مداه في الفترة من 1992 إلى 1997 وهي فترة اتسمت بتعدد الحوادث الإرهابية والطبيعة الانتقائية للأهداف التي تم توجيه الهجمات إليها، وبروز دور المتطرفين الهاربين إلى بعض الدول العربية والأوروبية وزيادة عدد الضحايا وضخامة قيمة الممتلكات المعتدى عليها أو المدمرة بالإضافة إلى أن هذه الموجة لم تكن متقطعة كالموجات التي سبقتها ولكنها كانت مستمرة وفترات توقفها كانت قليلة.
(7)    إيران. طالب الخميني منذ توليه السلطة بتكرار ثورة إيران في البلدان الإسلامية الأخرى كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة يكون مركزها إيران في المواجهة مع من اسماهم بأعداء الإسلام في الشرق والغرب، والتزم الخميني بتدمير من اسماهم بالأنظمة الفاسدة التي تقمع المسلمين واستبدالها بما اعتبره حكومات إسلامية، وأكد على ضرورة تصدير الثورة لكل مكان لأن الإسلام يدافع عن الشعوب المستضعفة ولا يعترف بالحدود بين البلدان الإسلامية، وقد انعكست هذه الآراء على الدستور الإيراني الذي ادخل ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية السعي مع الحركات الإسلامية والجماهيرية الأخرى لبناء الأمة العالمية وإنقاذ المحرومين في كل مكان على الأرض، كما أن الدستور أعطى الحرس الثوري والجيش في إيران مهمة النضال من اجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم، وكان لإيران علاقات مع التنظيمات الإسلامية في دول عدة منها:
        (أ)     الخليج والعراق وشبه الجزيرة العربية.
        (ب)    لبنان.
        (ج)    مصر.
        (د)     الأردن.
        (ه)    المغرب العربي.
        (و)     أفغانستان.
(8)    أفغانستان. اصبح العائدون من أفغانستان مصدرا إضافيا للعنف السياسي الديني واسع النطاق في مختلف الدول منذ أوائل عام 1992م، وقد تشكلت العناصر التي تعرف الآن باسم "الأفغان العرب" في إطار عملية دولية وإقليمية وداخلية تتصل بكل دولة تتعرض لتلك النشاطات حاليا، وقد ارتبطت بحدوث الانقلاب الشيوعي في أفغانستان عام 1978م، وتدخل القوات السوفيتية لدعم الانقلاب في مواجهة الفصائل الإسلامية" المجاهدون الأفغان" التي قادت العمل المسلح ضد حكومة الانقلاب في كابول، وقد اتسمت أهمية نمط العنف بعناصر الأفغان العرب بان الأعمال التي كانوا يمارسونها تتسم بالتطور إلى مستوى نوعي عما كان معتاداً في أي منطقة، وان أعمال العنف التي تمارس من قبل هؤلاء تثير قضية العامل الخارجي المرتبط بدعم الإرهاب، كما أن أعمال العنف المرتبطة بالأفغان العرب تمارس في عدة دول في وقت واحد، وربما بنوع من التنسيق المشترك، نظرا لانتماء عناصر تلك المجموعات إلى دول مختلفة.  
ج.     الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي.الصهيونية أيدلوجية تقوم على القيم الدينية اليهودية والخبرة التاريخية التي تشكل الشعور بالقومية اليهودية، وتدعو جميع يهود العالم إلى التجمع في فلسطين لاقامة وطن قومي لهم فيها، والصهيونية هي المسيطرة في إسرائيل وهي المنطلق الفكري لجميع الأحزاب والمنظمات والمؤسسات ومن أهدافها العمل على عرقلة التقدم العربي ومقاومة الاتجاهات الوحدوية العربية، والصهيونية  ظهرت كحركة سياسية في العصر الحديث نتيجة المذابح التي تعرض لها اليهود في روسيا عام 1881م، وفي فرنسا عام 1894م، وبالتالي ظهور معاداة السامية في بعض الدول الأوروبية خاصة ألمانيا والنمسا، واستطاعت عقد أول مؤتمر لها في مدينة بال السويسرية عام 1897م، والذي اقر قيام المنظمة الصهيونية العالمية وحدد بالتالي أهداف الحركة الصهيونية، وعلى رأسها العمل من اجل اقامة كيان يهودي يحميه القانون العام، ويعتبر اليهودي المجري الأصل ثيودور هرتزل الأب الروحي للحركة الصهيونية حيث استطاع نقل الحركة من أفكار إلى حركة سياسية منظمة تشمل يهود العالم وتدعوهم للهجرة إلى ارض الميعاد، ارض فلسطين، ومن هنا تنطلق السياسة الإسرائيلية في فلسطين، حيث تدعو هذه السياسة إلى استعمار فلسطين وتفريغها من العرب واقامة دولة إسرائيلية سكانها تجمع يهود العالم، وقد لجأت المنظمة الصهيونية إلى مختلف الوسائل للوصول إلى هذا الهدف سواء قبل قيام دولة إسرائيل أو بعد ذلك، وقد كلفت المنظمة الصهيونية العالمية الوكالة اليهودية التي تعتبر الساعد التنفيذي للمنظمة للقيام برص صفوف اليهود وقيادتهم لقيام دولة إسرائيل وذلك بمساعدة الاستعمار الأوروبي، الذي اعتمد بقاء دولة إسرائيل على مساندته، وبعد قيام دولة إسرائيل اصدر الكنيست قانونا تشريعيا في عام 1952م، اعتبر فيه أن المنظمة الصهيونية العالمية هي نفسها الوكالة اليهودية لفلسطين، وقبل قيام دولة إسرائيل لجأ الكيان الصهيوني وبدعم من قوات الانتداب البريطاني إلى شن حملات إرهابية ضد السكان العرب المحليين بقصد الإبادة أو ترحيلهم عن أرضهم، وكانت وسائل الإعلام الغربية والصهيونية تحاول وباستمرار لصق تهمة الإرهاب بالثوار الفلسطينيين، إلا أن الكيان الصهيوني كان قد تبنى الإرهاب الفردي والإرهاب الرسمي على حد سواء، ويعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية فيما بعد نموذجا فريدا للإرهاب حيث تميز بخصائص أبرزها:
(1)    تشريد السكان الأصليين، وتحويلهم إلى لاجئين في المنفى، أو مواطنين من الدرجة الثالثة في داخل وطنهم.
(2)    عدم الاعتراف بالاحتلال كاحتلال، وما يترتب على ذلك من واجبات وحقوق تحددها المواثيق والمعاهدات الدولية.
(3)    محو الهوية الثقافية والحضارية لسكان الأراضي المحتلة.
(4)    استعمال شتى أساليب الإرهاب من احتجاز الرهائن، نسف المنازل، الاعتقال الكيفي، إنشاء مناطق أمنية في الأراضي المحتلة لا تخضع لأي قانون يحدد الواجبات،
والإرهاب الإسرائيلي متعدد الوجوه والأشكال وفقا للفترات التي كان يمر بها أو بالنسبة للأراضي التي احتلها، وقد كان احتلال فلسطين واجزاء أخرى من الوطن العربي الهدف الرئيسي لقادة الحركة الصهيونية في الماضي، وبشكل خاص هرتزل، وقد كان هدف هذا الاحتلال هو إحلال شعب مكان شعب، وليس مجرد احتلال عسكري استعماري، وقد خاضت إسرائيل أربعة حروب بقصد التوسع واحتلال أراضى عربية كانت بقية الأراضي الفلسطينية محورها، وقد رافق هذا الاحتلال ارتكاب الإرهابيين اليهود مجازر ضد الفلسطينيين، ومن أكثرها هولا مجزرة دير ياسين، ومن الأعمال الإرهابية التي نفذتها المنظمات الصهيونية في الأربعينيات شن حمله إرهابية ضد الإنجليز، حيث قتل اللورد موين المعتمد البريطاني في مصر، وذلك نتيجة تباطؤ الإنجليز في إعلان الدولة اليهودية، وكذلك قتل الوسيط الدولي الكونت برنادوت بسبب وقوفه ضد ضم النقب للدولة اليهودية بموجب قرار التقسيم، ويعتبر الإرهاب الإسرائيلي الإرهاب الرسمي الوحيد في العالم الذي تخطط له وتنفذه أجهزة رسمية في الدولة، ثم تشرحه للرأي العام العالمي بوسائل الإعلام الموالية لها، وتصوره على انه ضربة وقائية للمحافظة على أمن إسرائيل