السادات واقباط مصر
{ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في هذا(منصب البابا) رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي اثر في أي مكان فيما بعد.}}
===الأب متى المسكين.. أستاذ إختلف مع تلميذه===
إجتماع السادات بأبونا متى المسكين كان إجتماعا مغرضا قصد به السادات ضرب الكنيسة من الداخل وتوقيع آباء الكنيسة مع بعضهم وإثارة البلبلة واللغظ فى الكنيسة القبطية وهذه الصورة كانت سببا فى غضب بعض آباء الكنيسة القبطية على أبونا متى المسكين فى عصر السادات
في وقت ما، وقعت أحداث طائفية دفعت الإكليروس وعلى رأسهم البابا شنودة لأخذ موقف وقد تم إقحام أبونا متى كي يصالح بين الكنيسة والدولة وكانت النتيجة أنه اُتهم برغبته في الحصول على الكرسي البابوي. والحقيقة أن السادات هو من عرض عليه ذلك ولم يلق منه سوى الرفض التام.
***********************
***من مذكرات الأب متى المسكين ***
( متي المسكين) أثير حوله جدل كبير طوال سنوات حياته وبخاصة عندما جلس مع الرئيس السادات في سبتمبر1981 وقت خلافه مع البابا شنودة إلا ان الرجل ظل صامتا لم يدافع عن نفسه ولم يتحدث عن هذه الواقعة أو غيرها, ولكنه ترك لتلاميذه سيرته التي كتبها بقلمه سنة1978 وطلب عدم نشرها في حياته, وعندما رحل عن عالمنا في8 يونيو2006 عكف رهبان دير القديس أنبا مقار ـ حيث كان يقيم الأب متي المسكين وحيث يوجد جثمانه الطاهر ـ علي تسجيل مذكراته وطباعتها والتي تضمنت سيرة حياته( الطفولة, الصبوة, الحياة المدرسية) ثم الدخول الي الرهبنة وبعدها, تم تخصيص باب لما جري مع الرئيس السادات, وتم تخصيص باب لشهادات عن الأب متي المسكين,
حدثت الازمة فجأة باعلان الكنيسة القبطية يوم26 مارس1980 الغاء الاحتفالات بعيد القيامة الموافق6 أبريل1980, وبرفضها لاول مرة في التاريخ بروتوكول الحكومة الخاص بالمندوبين المرسلين من قبل رئيس الدولة للتعييد علي الاقباط داخل الكنائس سواء في القاهرة أو الاسكندرية أو سائر المحافظات, وتطبيق ذلك ايضا علي كل الكنائس القبطية في كل بلاد العالم بمنع السفراء والقناصل من دخول الكنائس القبطية لتقديم تحية العيد للأقباط,
كان هذا في نظر بعض السياسيين بمثابة تحد شخصي للرئيس أنور السادات خاصة أن توقيته جاء متزامنا تماما مع استعداده للسفر إلي أمريكا للتفاوض في مشروع, الحكم الذاتي للفلسطينيين.
وقد اجبرني بعض اراخنة الاقباط علي التدخل لحل الازمة, ولكن بعد فوات الوقت, فقابلت الرئيس السادات مساء السبت5 ابريل1980 قبل سفره بيوم واحد إلي الولايات المتحدة, وذلك بعلم ورأي قداسة البابا شنودة والمجمع الموسع الذي انعقد في دير الانبا بيشوي كمحاولة لحل الازمة في آخر لحظة. فأخبرني الرئيس في هذه المقابلة بانه مستاء من تصرف الكنيسة. ثم اقنعني بعض الاساقفة بضرورة مقابلة الرئيس بعد عودته لتقديم مذكرة توضيحية من اللجنة البرلمانية المقترحة لمتابعة شئون الاقباط لتكون بمثابة قناة شرعية بين الكنيسة والدولة. وقابلته بالفعل بعد أخذ البابا علما بالمقابلة. وقدمت له المذكرة فقبلها ووعد بدراستها.
ولكنني ادركت خطورة المظاهرات التي رتبها بعض الاقباط في الولايات المتحدة للقيام بها ضد الرئيس في أمريكا امام البيت الابيض وامام الفندق الذي سينزل فيه الرئيس بلير هاوس. كل هذا علم به الرئيس السادات قبل سفره مسبقا! وقد تم هذا كله بالفعل وبكل تفصيلاته كما نشرته الصحف. وقد علمت به وانا عند الرئيس عندما قابلته بعد عودته, مما كان له أسوأ الاثر في نفسه, اذ اعتبر أن الكنيسة قد ادخلت نفسها كطرف صراع ضد الدولة.
((ويكتب الاب متي المسكين في وثيقة مخطوطة لدينا في سبتمبر1981: ))
دعيت لمقابلة السيد الرئيس أنور السادات وطلب مني ابداء الرأي فيما وصلت اليه العلاقة بين الكنيسة والدولة. واقترحت اولا مصالحة البابا, فرفض الرئيس رفضا باتا. فاقترحت حلا وسطا بتعيين لجنة وساطة من بعض الاساقفة مع بقاء البطريرك كما هو,فرفض رفضا باتا.
ثم اقترحت تعيين هيئة علمانية من المسئولين الاقباط للتعامل مع الدولة وبقاء الكنيسة بعيدة, فرفض ايضا.
ولما علمت بالنية القاطعة لتوقيف البابا البطريرك وابعاده, جاهدت ألا يمس هذا الاجراء الوضع الديني وهو الشق الاول من تنصيبه وهو وضع اليد والصلاة واستدعاء الروح القدس للتقديس, فهذا ليس من اختصاص الدولة.
وفي الحال نشأت الحاجة إلي لجنة اساقفة مؤقتة للقيام بمهام البابوية. وطلب مني الرئيس اقتراح اسمائها لانه كانت قد اعدت اسماء أخري غير لائقة قد اقترحت, فقدمت اسماء آباء أساقفة ـ تحت ضمانتي ـ إذ اكدت حكمتهم واعتدالهم.
وان كان يحسب هذا اليوم هو اليوم الاسود في حياتي.
ملاحظة: طلب مني الرئيس في البداية, وبإلحاح شديد ان أكون مسئولا فرفضت( ذكر لنا الاب متي المسكين انه حينما الح عليه الرئيس السادات في هذا رد عليه قائلا: إذ ألححت علي فسوف تفقدني نهائيا, ولن تعثر لي علي اثر في أي مكان فيما بعد.
شهادات
في أحداث الكنيسة المؤلمة في ابريل1980 وسبتمبر1981 كان أبونا متي المسكين يخبرنا بمقابلاته سواء مع قداسة البابا أو مع الرئيس أنور السادات, ويسرد لنا ما تم في هذه المقابلات من أحاديث, لذلك فهناك ما لم يرد في المذكرات المكتوبة وها هي:
1ـ اعترض الاب متي المسكين أولا علي قرارات سبتمبر باعتقال المعارضين من السياسيين وبعض رجال الدين مسلمين ومسيحيين كما أخبره بها في هذا اللقاء الرئيس السادات قبل تنفيذها, فرجاه الأب متي المسكين ان يتراجع عنها لان العنف يولد العنف فرد عليه الرئيس بأن كل شيء قد أعد ولا يمكن التراجع عنه.
2ـ ولما تطرق الحديث الي ما ينوي اتخاذه مع قداسة البابا من: اعتقال, ومحاكمة, وتوجيه اتهامات, قال له أبونا متي المسكين:
ـ يا سيادة الرئيس, أي انسان قبطي يتعلم من صغره ان يؤدي مطانية( أي سجود للأرض) أمام رئيس الكنيسة, لذلك فأي مساس برئيس الكنيسة يحدث جرحا عميقا في مشاعر الأقباط.
وبالمناسبة يا سيادة الرئيس أتوسل اليك ألا تدعوه في خطبك شنودة بل الانبا شنودة أو البابا شنودة لئلا تجرح مشاعر الشعب القبطي في الصميم.
3ـ ثم قال له: ليس من حقك عزل البابا لانه يظل بابا في الكنيسة طيلة حياته.
وفعلا لم يستخدم الرئيس كلمة عزل بل استخدم القرار الجمهوري الذي في سلطته فقط, فألغاه, ثم أعاده الرئيس حسني مبارك بعد ذلك عام1984.
الأب «متى المسكين».. «أستاذ» إختلف مع «تلميذه»
المصرى اليوم ١٤/ ١١/ ٢٠٠٩ م
«الأب متى المسكين هو مثال مضىء فى تاريخ الرهبنة» هذه العبارة كتبها نظير جيد فى مقدمة كتاب «حياة الصلاة الأرثوذكسية» للأب متى المسكين، العلاقة بين نظير جيد «البابا شنودة الثالث» ويوسف إسكندر «الأب متى المسكين» علاقة قديمة جدا ترجع إلى أيام الخدمة فى مدارس الأحد بالجيزة قبل الرهبنة وكان أول لقاء بينهما فى منزل سعد عزيز «الأنبا صموئيل أسقف الخدمات فيما بعد» وبعد دخول يوسف اسكندر دير الأنبا صموئيل فى عام ١٩٤٨ وانتقاله بعد ذلك إلى دير السريان ورسامته قسا باسم متى المسكين تبعه نظير جيد فى عام ١٩٥٤ باسم الراهب أنطونيوس السريانى واشتهرت علاقة الأب (متى المسكين) بالبابا شنودة بأنها علاقة متأرجحة عادة ما يصاحبها فترات هدوء ثم فترات عاصفة تتحول فيها الرياح إلى أعاصير.
فبعد جلوس الأنبا «كيرولس السادس» على الكرسى البابوى أصدر قرارًا بحرمان الأب متى من الكهنوت، وأمر جميع الرهبان العاملين داخل المؤسسات الكنسية والمدن بالعودة إلى أديرتهم. وأمر الأب متى بالخروج من «بيت التكريس» فى حلوان، ولكنه رفض تنفيذ القرار، وخرج مع ١٢ راهبًا وذهبوا إلى مكان مهجور فى «وادى الريان» بالقرب من الفيوم، ومكثوا لمدة ١٠ سنوات داخل إحدى المغارات الموحشة، وكان من بين هؤلاء تلميذه الراهب أنطونيوس السريانى «البابا شنودة فيما بعد». بدأ الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة منذ اللحظة التى ترك فيها (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى الريان لقسوة الحياة، وربما أيضا للاختلاف فى الفكر والمنهج.
عاد البابا شنودة إلى دير السريان ولم يمكث طويلا حتى أرسل له البابا كيرولس ليتولى أمور السكرتارية البابوية فى عام ١٩٥٩ وتم رسمه أسقفا للتعليم فى ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢ وهو ما فسره البعض بأنها استمالة لشنودة كى يبعد عن متى المسكين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق