الجمعة، 23 سبتمبر 2016

الإرهاب و ربطه بالدين

.لم تخلو ديانة على مر العصور من تهمة التطرف وبخاصة الدين المسيحي، وقد سمي قديما بالإرهاب الكنسي، حيث ألصقت تهمة الإرهاب بالدين، لا على رجال الدين أنفسهم، فمحاكم التفتيش مثلا ليست هي المسيحية بما فيها من رحمة ومحبة وتسامح،  وبعض الذين يرفعون راية الإسلام ويجاهدون في سبيل الله بسفك دماء الأطفال والنساء والأبرياء وترويع الأمنيين، هؤلاء يبرأ منهم الإسلام ولا يرضى عن سلوكهم، وقد أساءوا لسمعة هذا الدين، وشوهوه عند من لا يعرفونه، فالحكم على الدين من خلال هؤلاء وأولئك هو حكم تعميمي غير صحيح في مقياس الواقع، فسوء تطبيق المبدأ لا يعيب المبدأ نفسه، ولكنه يعيب من قاموا بتطبيقه، ولابد أن يكون الحكم الصحيح منصبا على جوهر الدين نفسه، فالدين ليس طريقا إلى التطرف أو تكفير الآخرين، انه عقيدة سمحة تدعو إلى البر والتقوى والتعاون ضد الإثم والعدوان، والتي لا يتحقق إيمان المرء بغير التخلق بها .


يتعرض العرب والمسلمون لحملات من المطاعن والتشويه تشنها الدول وأهل السياسة والثقافة ووسائل الإعلام، وقد ازدادت هذه الحملات ضراوة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكك جمهورياته وزوال خطره على أوروبا وانتهاء ما كان يسمى بالحرب الباردة، وقد شارك عدد من البلاد العربية والإسلامية وبعض مثقفيها وصحفييها في هذه الحملات، عن وعي بما قد ينجم من ذلك من آثار على بلادهم ومجتمعاتهم، أو عن غير وعي، حتى أن التطرف والعنف والإرهاب لم تعد تذكر عند هؤلاء جميعا مجردة، فأصبحت تنسب إلى العرب والمسلمين وتقرن بهم، فالتطرف اسلامي، والعنف والإرهاب اسلاميان، وكل ذلك مرتبط بالجماعات الإسلامية


أُغفل الإرهاب الصهيوني، وهو اصل الإرهاب ، وأُغفل التطرف والإرهاب في بعض الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تم تجاهل التطرف والإرهاب الكاثوليكي في أيرلندة الشمالية وفي كرواتيا وما تقوم به تلك الطائفة من أعمال القتل والنسف والتدمير، وأُغفل ذكر العنف العربي الأرثوذكسي، كل ذلك ليس له ذكر وانما يمر به مرورا عابرا أو يغفل إغفالا، أما ما يذكر دائما فهو التطرف الإسلامي والعنف الإسلامي والإرهاب الإسلامي، كأن هذا من صميم الإسلام وجوهره، وصارت هذه الصفة الإسلامية مدرجة وذريعة للطعن على الإسلام نفسه، وأصبحت حالات التطرف الفردية المحدودة نسبيا ظاهرة عامة تشمل العرب والمسلمين جميعا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق