الجمعة، 23 سبتمبر 2016

الامير عمر طوسون

صاحب السمو الجليل عمر طوسون باشا مؤسس جمعية منع الخمور
قصة جمعية «منع شرب الخمور» فى مصر خلال عهد الملكية
«إنه لمن دواعي الغبطة الحقة للدين والوطن، ما بدا من اهتمام وزارتكم الرشيدة بالتصدي لمحاربة تعاطي الخمور في البلاد حماية للصحة العامة، ورجوعًا لمباديء دينها الإسلامي الحنيف، الذي يعتبر تعاطي الخمور من شر المنكرات» كان ذلك جزء من نص خطاب أرسله الأمير عمر طوسون لوزير الصحة آنذاك، يشكره فيها على مجهوداته في التصدي لشرب الخمور في مصر في عام 1943.
وكان من الشائع شرب الخمور في مصر خلال تلك الفترة من عهد الملكية، فالاحتلال الإنجليزي قد يكون له دور في نقل تلك الثقافة للشعب المصري، ولكن وفقًا لما ورد في مذكرات الملك فاروق فقد قال «إن العائلة الملكية يمكن أن تكون بكاملها لا تشرب الخمور، إلا أنها يجب أن يكون لديها نبيذ وخلافه، لمآدب الدولة والاستقبالات، التي يحل فيها ملوك ودبلوماسيين من بلاد آخرى ضيوفًا».
وكان للأمير عمر طوسون دورًا كبيرًا في تحريم الخمر في مصر في عهد الملكية، وذلك في إطار اهتمام الأمراء بالإصلاح الاجتماعي، حيث أبدى اهتمامه بتحريم الخمر من خلال رعاية جمعية تسمى «جمعية منع المُسكرات»، التي كان يرأسها أحمد غلوش، وذلك وفقًا لما ورد في كتاب «أمراء الأسرة المالكة ودورهم في الحياة المصرية» للدكتورة أمل فهمي.
وفي أبريل 1929 اجتمع مجلس إدارة الجمعية بناء على رغبة الأمير عمر طوسون، للنظر في الشكوى المقدمة بشأن إباحة نقابة الموظفين شرب الخمر في ناديها، وقرر المجلس الاحتجاج لدى الحكومة بصفتها المهيمنة على أخلاق موظفيها، ولدى النقابة العامة بصفتها المشرفة على فرع الإسكندرية، وأبدى المجلس أسفه على فصل النادي عن النقابة تبريرًا لإباحة شرب الخمر.
وفي أغسطس وجه الأمير عمر طوسون خطابًا لرئيس الوزراء محمد محمود باشا، طالب فيه بمساعدة الجمعية ماديًا، وتعضيدها في نشر دعوتها، وعلى إثر ذلك دعا رئيس الوزراء وزارة الأوقاف منح الجمعية إعانة مالية سنوية؛ لتشجيع الجمعية على الاستمرار في عملها، والقيام بمهمتها في خدمة البلاد.
ووافقت وزارة الأوقاف آنذاك على منح الجمعية 50 جنيهًا من الصدقات الوقتية، ثم أرسلت الجمعية بأمر من رئيس الوزراء إلى وكيل وزارة الداخلية أن تأخذ نصيب من الأموال، التي تقدمها وزارة الداخلي من ضريبة المراهنات على الجمعيات الخيرية.
كما طالبت الجمعية بأن تسند إدارة الأمن العام إلى أحمد غلوش رئيس الجمعية، مهمة إلقاء دروس ونصائح لمقاومة انتشار الخمور في المدارس والسجون العامة من بلد لبلد، وإنشاء فروع للجمعية.
وقد شجعت صحيفة الأخبار أعمال الجمعية فوجهت دعوة إلى الحكومة في يناير 1930، بوضع القيود وتحريم الخمور بصفتها دولة إسلامية دينها يحرم إباحة المُسكرات، كما طالبت بمنع رجال الجيش، وضباط الحكومة من تعاطي المسكرات وارتياد صالات الرقص والغناء بملابسهم الرسمية.
في 7 فبراير ألقى عزيز عبد المجيد عضو مجلس إدارة جميعة منع المُسكرات، محاضرة عن أضرار الخمور، حضرها الأمير عمر طوسون، وعدد كبير من أعضاء الجمعية.
وفي أبريل 1943 أرسل الأمير عمر طوسون رسالة إلى عبد الواحد الوكيل بك وزير الصحة، شكره فيها على مجهودات الوزارة في محاربة الخمور، وعبر فيها عن بالغ سروره لما أنشأته وزارة الصحة من إدارة خاصة بأقسام الصحة الاجتماعية بمسألة الخمور، وقد في نص الخطاب «لزامًا علينا باسم الدين والوطن والفضيلة، وباسم جمعية منع المسكرات التي تجاهد تحت رعايتنا في خدمة الوطن، منذ أمد بعيد أن أقدم تقديرنا على ما بذلتموه من العناية والرعاية لمجهودات الجمعية، التي أتت ثمارها للبلاد كاملة».
وقد توقف الاهتمام بأعمال الجمعية بوفاة الأمير عمر طوسون في يناير 1944

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق