مشروع مياه السلام
ترجع فكرة هذا المشروع إلى الرئيس التركي (أوزال) .
فعندما كان رئيس وزراء قام بزيارة إلى U.S.A. وإلقاء محاضرة
في جمعية أصدقاء تركيا الأمريكية في مقرها بنيويورك تطرق فيها عن قدرات تركيا
وفائضها المائي والنقص الذي تعاني منه الدول المجاورة من كمية المياه حيث قال
(لدينا مشروع يسمى خط انابيب السلام وان هذا المشروع يقضي بتزويد دول الشرق الأوسط
بفائض مياه نهري سيحون وجيحون .
وأضاف بان المطلوب هو إقناع هذه الدول للتعاون بدلاً من
خلق مشكلة جديدة للنزاع فيما بينها .
تقوم الفكرة حول نقل فائض مياه نهري سيحون وجيحون إلى
دول الخليج العربي وإلى سوريا والأردن وإسرائيل .
ان المشروع يتكون من خطين لنقل المياه شرقي وغربي يبلغ
طول الخط الغربي (2700كم) عبر حلب وحماه وحمص ودمشق ثم إلى الضفة الغربية لينتهي
بالأردن ويقوم بنقل 3.5 مليون م3 من المياه يومياً .
أما الخط الشرقي فيبلغ طوله 2400كم ويمر بالعراق والكويت
والمملكة العربية السعودية (الدمام ، الهفوف ، الخبر ، البحرين ، قطر ، الأمارات
العربية) ويقوم بنقل 3.5 مليون م3 من المياه يومياً وقد سعت تركيا إلى
كسب التأييد إلى هذا المشروع من خلال الوفود التي بعثتها إلى تلك الدول .
وبالرغم من التصريحات التركية حول محاولتها للقضاء على
أزمة المياه التي تعاني منها الأقطار العربية وتهدئة التوتر الناجم عن شحة المياه
في المنطقة إلا ان المشروع في حقيقته أحد الأفكار التي روجت لها وساغتها الدوائر
اليهودية وتبنتها الحكومة التركية ليعكس الهدف الأساسي وهو تكريس الاحتلال
الإسرائيلي للأراضي العربية فقد باركت الولايات المتحدة هذا المشروع لان مشروع
السلام يحقق هدفين مهمين لإسرائيل وهما :
1.
القضاء
على العجز المائي الإسرائيلي وضمان حاجة المهاجرين إلى إسرائيل .
2.
زيادة
الارتباط والتعاون مع الدول العربية من خلال الوسيط التركي وبالتالي محاولة لفرض
الاعتراف بالوجود الإسرائيلي من خلال تطبيع العلاقات (العربية – الإسرائيلية) وطمس
القضية الفلسطينية وهذا ما أكدته زيارة شمعون بيريز إلى تركيا عام 1988 .
إلى جانب الهدف السياسي للمشروع فان له أهداف اقتصادية .
لما سيوفره من عوائد مالية لتركيا قد تصل إلى ملياري دولار سنوياً إضافةً إلى
منحها مركز استراتيجي مهم في المنطقة وهذا ما أكده أوزال من خلال كلمته ( (انه
مجرد ان تصبح هذه الدول معتمدة على خطوط انابيب المياه التركية فان ذلك سوف يساعد
على تقوية وضع تركيا السياسي والاستراتيجي في المنطقة من خلال توفير فرصة لها
للتدخل في المنطقة وربطها بنظام الأحلاف الغربية والارتماء في أحضانها وتوفير فرصة
كبيرة للدول الأوربية لاستغلال المنطقة .
ويمكن إجمال أهداف المشروع العامة بما يأتي :
زيادة النفوذ التركي والغربي في المنطقة العربية
من خلال التحكم بمصادر المياه المهمة ومساومة تلك الدول العربية .
1.
تنمية
وتطوير الاقتصاد التركي على حساب الدول العربية من خلال ما يوفره المشروع من موارد
مالية ضخمة وازدهار اقتصادي لها يساعدها باتجاه الانضمام إلى المجموعة الأوربية .
2.
فرض الوجود
الإسرائيلي ومحاولة انهاء الصراع العربي الإسرائيلي .
3.
زيادة
فاعلية الخطر التركي للأمن القومي العربي لما لنهري دجلة والفرات من أهمية تجاه
سوريا والعراق أي بمعنى زيادة أوراق الضغط التركي على العرب .
سعى المشروع إلى محاولة تثبيت السيطرة التركية –
الإسرائيلية على الأراضي العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق