نهر الفرات
ينبع نهر الفرات
من المرتفعات الجبلية الكائنة شمال شرق الاناضول ضمن الأراضي التركية .
وان من أهم
مصادر تغذية نهر الفرات هما الفرعين الرئيسين فرات صو الذي يأتي من أرض روم ومراد
صو الذي يأتي من هضبة ارمينا يلتقي هذان الفرعان في كيبان ليكونان مجرى رئيسي .
يدخل نهر الفرات
الأراضي السورية عند المنطقة الحدودية (جرابلس) والتي تعتبر أول مدينة عربية
يدخلها النهر ثم يستمر النهر ليقطع الأراضي السورية ويدخل الأراضي العراقية عند
مدينة القائم (حصيبه) .
ان المرتفعات
العراقية التي تعتمد على نهر الفرات هي الانبار وبابل وكربلاء والنجف والقادسية
وذي قار والمثنى وكذلك جزء من محافظة بغداد ومحافظة البصرة .
ومن المفيد ان
نشير إلى ان نهر الفرات يفتقر إلى مصدر مائي أو رافد يغذي مجراه داخل الأراضي
العراقية ويكون اعتماده على المصادر المائية التي تقع جنوب غرب تركيا لتكوّن
منابعه في الأراضي التركية بين خطين طول (37.10 - 50.43) وعليه فان حوض نهر الفرات
يشمل ثلاث دول هي تركيا وسورية والعراق وتبلغ مساحته 444.000 كم2 .
يبلغ طول نهر
الفرات من منبعه في تركيا حتى مصبه في شط العرب في العراق حوالي 2940كم ن منها
1176كم في تركيا و (604) كم في سورية و1160كم في العراق . ان معدل التصريف السنوي
للنهر يبلغ 33.02 مليار م3 .
أما عن الظروف
المناخية التي تحيط مجرى نهر الفرات فإنها متباينة ففي الوقت الذي يكون فيه مناخ
المنبع في تركيا ممطر فانه في سورية يكون شبه جاف وفي العراق يكون جاف عليه تكون
الحاجة إلى الوارد المائي متباينة بين الدول الثلاث حيث ان العراق الذي يعاني من
شحه الإمطار نجد أن حصته المائية من النهر قليلة جداً وهذا يعود إلى المشاريع
والسدود التي أقامتها كل من تركيا وسورية على مجرى النهر وخاصة مشروع (الكاب)
التركي الذي سيؤدي إلى خفض إمدادات الفرات بنسبة 40% في سورية وبنسبة 75% من
الإمدادات المائية الداخلة إلى العراق وهذا ما أكده الخبير المائي المعروف (توماس
تان) .
الروافد المهمة التي تغذي نهر الفرات في سورية والعراق :
بعد أن يقطع نهر الفرات المنطقة الحدودية بين
تركيا وسورية يدخل الأرض السورية عند مدينة جرابلس السورية بعدها تصب فيه عدة
روافد منها :
نهر الساجور : وهو عبارة عن نهر صغير يعتبر أول مصدر مائي لنهر
الفرات في الأراضي السورية عند قرية قره كوز غرب مدينة جرابلس ويأتي من أراضي
مرتفعه في شمال سورية ويبلغ طوله 108كم وهناك مشاكل عالقة بين الدولتين التركية
والسورية بخصوص هذا النهر وخاصة أيام الصيف لان مصدر النهر يأتي من الأراضي
التركية وهي التي تتحكم في مجراه .
نهر البليخ : وهو الأخر يصب في مجرى نهر الفرات داخل الأراضي
السورية علماً ان مصدره هو المرتفعات التركية حيث يأتي من الشمال ثم يتجه جنوباً
ثم إلى الجنوب الشرقي ليصب في نهر الفرات عند قرية (حمرة بلاسم) بالقرب من الرقة
السورية ويبلغ طول نهر البليخ حوالي 202كم منها (116) كم في الأراضي السورية ويقام
عليه مشروع زراعي سمي مشروع الرائد .
نهر الخابور : ويعتبر هذا النهر من أهم روافد الفرات ويعتبر هذا
النهر نهراً سورية من المنبع إلى المصب ويستمد مياهه من منطقة رأس العين السورية
المرتفعة حيث يبلغ ارتفاع منطقة المنبع حوالي 447م فوق مستوى سطح البحر ويصب في
نهر الفرات عند بلدة البصيرة جنوب شرق مدينة دير الزور ويبلغ طوله من المنبع الى
المصب حوالي 460كم . كما يبلغ متوسط تصريف النهر السنوي حوالي 1800 مليون م3
وتقام عليه العديد من المشاريع الزراعية . يستمر الفرات في الجريان حتى يدخل منطقة
هضبة بادية الشام حيث يأخذ بالاتجاه نحو الجنوب الشرقي فيمر بمدينة الطبقة والرقة
حيث أقيم عليه سد كبير أسمه (سد الطبقة) الذي تستخدمه سورية كخزان مائي وكمصدر
مائي لتمويل الأراضي الزراعية بعدها يدخل مدينة دير الزور ثم البو كمال على الحدود
السورية العراقية ويواصل مجرى الفرات الجريان ليدخل الأراضي العراقية عند مدينة
القائم ثم مدينة هيت حيث يبدأ يشكل السهل الرسوبي . بعد هيت يدخل مدينة الرمادي
حيث أقيمت عليه سدة الرمادي وناظم الورار الذي ينظم مجرى النهر ويذهب بقسم من
المياه إلى
منخفض الحبانية خاصة في موسم الفيضانات كما يتم استرجاع قسم من مياه منخفض
الحبانية إلى نهر الفرات ثانية عن طريق ناظم الذبان عند موسم الصيهود أو الجفاف .
ويستمر مجرى
الفرات بالاتجاه جنوبا حتى يدخل منطقة المسيب ليتفرع إلى فرعين هما :
فرع الحلة والذي
يصل إلى مدينة الديوانية والدغارة وفرع الهندية الذي يصل إلى الكوفة والشامية .
بعدها وتحديداً
عند منطقة كرمة علي في البصرة يلتقي نهر الفرات بنهر دجلة ليكونان شط العرب الذي
يصب في الخليج العربي .
وهكذا فان
الإيرادات المائية التي تغذي مجرى نهر الفرات تأتي من الأراضي التركية وتحديداً من
المرتفعات الجبلية غزيرة الأمطار و التي تغطيها الثلوج لأشهر عديدة من السنة في
فصل الشتاء تصل إلى (23) مليار م3 وهذا يشكل 88.7% من مجمل مياه الفرات
أما عن تغذية النهر في الأراضي السورية فانها محددة وفي الأراضي العراقية تكون
مصادر التمويل المائي قليلة جداً ولا تزيد عن السيول المائية من أمطار فصل الشتاء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق