الاثنين، 30 يونيو 2014

سياسة روزفلت



سياسة روزفلت

لم تكن سياسة روزفلت في بدايتها تعتمد على القوة العسكرية، بل كانت تعارض الدخول في الحرب، لأنه كان يرى أن الدخول في الحروب التي تشهدها أوروبا عملية مرهقة للولايات المتحدة. ولعل هذه النظرة من نتاج العزلة السياسية التي عاشتها أميركا في فترة ما قبل الحرب الثانية. غير أن غزو ألمانيا لأوروبا، و ما ترتب عليه من آثار دولية خطيرة، جعل روزفلت يبتعد عن نظرته الحيادية الظاهرية ويقترب من القوة العسكرية، اذ اصبح مقتنعا بأن الحرب ضرورية لانهاء الحرب.
ولقد حاول روزفلت من خلال القوة العسكرية ان يطبق سياسته الجديدة التي تقضي بأن على الولايات المتحدة أن تمارس دورا بوليسيا لحفاظ النظام الدولي، يستند على قوة عسكرية تستطيع ان توفر مستلزمات هذا الدور. وقد وجد روزفلت في دخول الولايات المتحدة ميدان الحرب العالمية تحقيقا لغايته، على اعتبار ان دخولها الحرب سيحدد نتائجها ويحسمها لصالح الحلفاء. وبذلك سيكون لها دور فاعل في الهيمنة على النظام العالمي بعد ان تضع الحرب أوزارها.
إلا ان روزفلت واجه صعوبتين في الوصول إلى هدفه:
الأولى: كانت في فترة الحرب عندما اترح على بريطانيا انشاء قوة بوليسية مكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا، ولم ينجح هذا الاقتراح لأن ظروف الحرب لم تعط الانجليز فرصة للتفكير فيما بعد الحرب.
والثانية: كانت في فترة ما بعد الحرب. حيث فكر روزفلت ان يعتمد اعتمادا كبيرا على الاتحاد السوفيتي في مساعدة الولايات المتحدة لأن تكون هي القوة البوليسية العالمية. وهذا الأمل لم يتحقق أيضا بل إن العكس هو الذي حدث، فالاتحاد السوفيتي كان معارضا شديدا لهذه الفكرة>
ونتيجة لهاتين الصعوبتين لم تتحقق سياسة روزفلت، إلا أن عدم نجاح سياسته لا تعني أن أسسها قد رفضت من التفكير الأميركي، فلقد شكلت فكرة القوة العسكرية وضرورة تدعيمها مرتكزا ثابتا في السياسة الأميركية، بعد ان تعامل معها الرؤساء الذين خلفوه بطريقة أخرى اكثر صراحة من تطلعاته التي وصفوها بأنها تفتقر بعض الشيء إلى الواقعية وتحتاج إلى تفهم أكثر لأهداف السياسة الأميركية العليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق