الاثنين، 30 يونيو 2014

سياسة جون كيندي



سياسة كندي

تسلم كنيدي مفاتيح البيت الأبيض في مرحلة كانت علاقة الاستكبار ين الشرقي والغربي تعيش نهايات الحرب الباردة، وبدايات مرحلة جديدة لم تحدد معالمها بشكل واضح بعد، وكان عليه أن يتصرف مع هذه التحولات بما يضمن بقاء الموقع ألاستكباري المنفرد للولايات المتحدة في العالم، وأن يسعى لمنع منافسة القوة الاستكبارية الأخرى للسيطرة السياسية العالمية.
وعلى ضوء هذا الواقع، سارت سياسة كنيدي في خطين عريضين متميزين:
الأول ـ صفته الرئيسية القوة العسكرية، وهو امتداد الاستراتيجيات لمواجهة المعسكر الشيوعي، حيث أطلق كنيدي ما عرف بإستراتيجية القوة المضادة المقيدة.
والثاني ـ حمل الصفة الدبلوماسية بالدرجة الرئيسة مع المعسكر الشيوعي أيضا، لكنها الدبلوماسية التي تلوح باستخدام القوة وتتكلم بمنطق العنف، وأن كانت هناك مواقف هادئه تغيب فيها الأساليب العسكرية إلى حد كبير.
وبين هذين الخطين هناك مساحة واسعة اشتملت على علاقة اميركا مع المعسكر الشيوعي فيما يخص العديد من المواقف الدولية.
إذن فسياسة كنيدي توزعت على العلاقة مع المعسكر الشيوعي بشكل عام وهوما تمثل باستراتيجية القوة المضادة المقيدة. وعلى العلاقة مع الاتحاد السوفيتي بشكل خاص وهو ما تمثل بأزمات فيتنام وبرلين وكوبا.


استراتيجية القوة المضادة المقيدة
تفيد هذه الاستراتيجية بأن الولايات المتحدة ستوجه ضربة انتقامية للاتحاد السوفيتيت او الصين، في حالة قيام أي منهما بمحاولة توسع، تتناسب مع حجم الهجوم والاهداف المترتبة عليه. وتكون هذه الضربة بمثابة الحسم النهائي بعد فشل الردع والعمليات الحربية المحدودة التي تليه.
وعلى هذا الأساس فإن العنصر الأول في هذه الاستراتيجية هو الردع الذي قد يكون تقليديا او نوويا اعتماد على حجم الهجوم الشيوعي. أما العنصر ان الآخر أن اللذان يتوقف تنفيذهما على الردع فهما الحرب التقليدية والحرب النووية، حيث تحدد الإدارة الأميركية خوض احدهما في حالة فشل الردع التقليدي او النووي.
ولكي تحقق هذه الاستراتيجية أغراضها، سعت الولايات المتحدة إلى زيادة كفاءة كل من السلاحين التقليدي والنووي.
ففيما يتعلق بالسلاح التقليدي فإن الإدارة الأميركية شرعت بتقوية قواتها المسلحة وكذلك قوات حلفائها، حتى تكون قادرة على خوض حرب تقليدية ضد الاتحاد السوفيتي أو أية دولة شيوعية أخرى، وحسمها لصالحها. وإذا ما عجزت هذه القوات عن تحقيق أهدافها فأنها ستدعمها بالأسلحة النووية الصغيرة. وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة تخاطر في تصعيد الحرب. بل انها حسب هذه الاستراتيجية تحاول أن تبذل كل الجهود من أجل تحديدها ومنع تحولها إلى حرب شاملة، وأن كانت تضع في الاعتبار احتمال تطور الحرب التقليدية او المحدودة إلى حرب نووية شاملة. وبالرغم من كون الحرب التقليدية تشكل عنصرا أساسيا في هذه الإستراتيجية لكل من الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أن أهمية الأحلاف العسكرية لم تلق اهتماما جديا من قبل الإدارة الأميركية ما عدا حلف شمال الأطلسي.
أما فيما يتعلق بالسلاح النووي فإن إستراتيجية القوة المضادة المقيدة اشترطت زيادة كفاءته وركزت على زيادة فاعلية الصواريخ النووية حتى يتم تحقيق التفوق النووي المطلق للولايات المتحدة. ويكون بإمكانها توجيه ضربة مفاجئة للاتحاد السوفيتي في حالة قيام حرب نووية، من شأنها تدمير أسلحته الإستراتيجية، وشل قدرته في السيطرة على زمام الموقف
كما ان هذه الإستراتيجية تسعى إلى تقليل الآثار فيما لو نشبت حرب نووية وذلك عن طريق تهديد السوفيت بأنها سترد على هجومهم بهجوم معاكس تستهدف به أهدافهم العسكرية ومنشآتهم الاقتصادية المهمة. ووفق إستراتيجية القوة المضادة المقيدة، فإن السلاح النووي تحددت له مهمة جديدة واسلوب جديد في الاستخدام حيث اصبحت مهمته مواجهة الضربة الأولى التي يشنها الاتحاد السوفيتي بالشكل الذي لا يفقده فاعليته ثم تكون له القابلية على توجبه ضربة انتقامية تشل السوفيت وإمكانياتهم في الاستمرار في الحرب. أي أن هذه الإستراتيجية ونتيجة الأسلوب الجديد الذي حددته للسلاح النووي، تعتمد على الردع بصورة غير مباشرة حيث ان قابلية الولايات المتحدة على توجيه الضربة الثانية تشكل رادعا يمنع السوفيت من تنفيذ ضربتهم الأولى.
ان استراتيجية القوة المضادة المقيدة بالرغم من أنها رسمت اسلوبا جديدا للسلاح النووي، إلا أن اعتمادها الحقيقي كان على السلاح التقليدي وليس النووي، لأن الفترة التي تبنت فيها الولايات المتحدة هذه الاستراتيجية شهدت تزايدا خطيرا في الأسلحة النووية لكل من العملاقين، وهذا ما يجعل احتمال نشوب حرب شاملة بينهما مستبعدا، لأنها تعني انتحارا متبادلا للطرفين وهذا ما يشكل ضمانا لعدم نشوب حرب من هذا القبيل.
ونتيجة للمواقع الجديد فإن دور السلاح النووي في هذه الاستراتيجية اقتصر على جانب الردع. فيما تحمل السلاح التقليدي مهمة تنفيذها وتحقيق اغراضها.
لقد كانت هذه الاستراتيجية خاتمة التجارب التي مارستها الولايات المتحدة ضد النفوذ السوفيتي والشيوعي بشكل عام في المجال الاستراتيجية. ولم تتعرض لمحك عملي يكشف مدى صوابها أو خطئها، إذ تعرضت إلى العديد من التغييرات وادخلت عليها اساليب جديدة اضافة إلى تعديل اهدافها بعد أن شهدت الساحة الدولية تطورات مهمة خصوصا على مستوى العلاقة بين القوتين الاستكباريتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق