مبدا ترومان
مبدأ ترومان
عندما جاء ترومان إلى الحكم كان مقتنعا
بما بدأه روزفلت، وما أولاه من أهمية للقوة العسكرية بوصفها وسيلة الهيمنة
الأميركية على السياسة الدولية.
وقد استفاد ترومان من تجربة روزفلت،
واضعا في اعتباره الاوضاع التي تشهدها الساحة الاوروبية والمتمثلة بمشاكل اقتصادية
خطيرة، وتحرك سوفيتي يهدف إلى ادخالها ضمن الدائرة الشيوعية، مع عجزها عن مواجهة
هذه التحديات بعد أن أرهقتها سنوات الحرب.
على ضوء هذا الواقع أطلق ترومان سياسته
المعروفة بـ"مبدأ ترومان" عام 1947 والتي كان خطها العريض اخضاع أوروبا
الغربية للسيطرة الأميركية وتحصينها من الخط السوفيتي كخطوة أولى، ثم التحرك
لمواجهة التطلعات السوفيتية وتحجيمها داخل الكتلة الشيوعية. ومن هنا فإن السياسة
الأميركية التي انتهجها ترومان سارت على ثلاثة محاور:
1 ـ ربط السياسة الأوروبية بسياسة
واشنطن وإحكام القبضة على توجهاتها الخارجية.
2 ـ تحجيم النشاط السوفيتي وحصر تحركه
داخل دائرته الجغرافية.
3 ـ زيادة اعلية الاسلوبين السابقين
بأساليب أخرى تنشأ نتيجة مستجدات السياسة العالمية، وهو ما تمثل في حلف شمال
الاطلسي كمقدمة لسياسة الاحلاف التي اعتمدتها الإدارة الأميركية فيما بعد.
التحرك نحو
اوروبا
كابوسان ثقيلان ورثتهما اوروبا من
الحرب.. أزمة اقتصادية خانقة وخطر رابض على حدودها الشرقية، لا تمتلك لدرئه القوة
العسكرية الكافية، وخلفهما تقف الأحلام والتطلعات قاصرة عن التحقق. ولم يكن أمام
اوروبا خيار سوى اللجوء إلى أميركا التي خرجت من الحرب لا تحمل جراحات بليغة
كجراحاتها، بل نفضت غبار الحرب واستوت عملاقا يقف متربصا لنده وبحوزته قدرات تفوق
قدرات خصوم اوروبا لاسيما في المجال العسكري.
والحقيقة ان الدول الأوروبية لم تجد
صعوبة في كسب الاميركان، فهم يشاطرونها الرأي في تقييم الخطر الشيوعي، وربما كانوا
اكثر منها تصميما على مقارعته. وهكذا فإن الغزل الاوروبي لواشنطن، كانت نتائجه
وصال سريع تمثل في مساعدات أميركية ضخمة في المجالين الاقتصادي والعسكري.
اقتصاديا، قدمت الولايات المتحدة مشروع
مارشال عام 1947 لانعاش الاقتصاد الأوروبي المنهار. وقد ساهم هذا المشروع في انقاذ
اقتصاد الدول الغربية من مشاكله الخطيرة، إلا أنه في مقابل ذلك جعله تحت هيمنة
الاقتصاد الأميركي.
وعسكريا، اعلنت عن استعدادها لدعم الدول
نفسها مسؤولة عن أمن وسلامة هذه الدول.
وفي هذين الجانبين حقق مبدأ ترومان
اغراضه، واستطاع أن يسيطر إلى حد كبير على الأوضاع السياسية في اوروبا.
لقد استند ترومان في مبدئه على المقولة
التي اطلقها:
"تخدم انفسنا بخدمتنا
للآخرين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق