الأربعاء، 25 يونيو 2014

الحرب العالمية الثانية



 اسباب نشوب الحرب العالمية الثانية

-1 مهدت أسباب غير مباشرة لقيام الحرب العالمية الثانية :

    انعكست بنود معاهدة فرساي سلبا على وضعية ألمانيا الاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية، كما زادت الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929م الأوضاع أكثر تفاقما إلى أن وصل هتلر إلى السلطة سنة 1933م. فضرب بنود تلك المعاهدة عرض الحائط ؛ بدءا بإعادة تسليح إقليم رينانيا و ضم إقليم السار سنة1936م و الانسحاب من عصبة الأمم التي أثبتت عجزها عن الحفاظ على الأمن الدولي. ثم أقام الوحدة المعروفة بالأنشلوص مع النمسا سنة1938م، فضم إقليم السوديت حيث الأقلية الألمانية من التشيك. أما في إسبانيا فقد نشبت الحرب الأهلية بين النظام الحاكم بقيادة الشيوعيين الذين كانوا يستفيدون من دعم الاتحاد السوفياتي و قوات الجنرال فرانكو التي كانت تدعمها ألمانيا و إيطاليا لعدائهما للشيوعية، انتصر فيها فرانكو و انتهت سنة1936م. بينما كان الشرق الأقصى مسرحا للعمليات العسكرية، دشنها اليابانيون بالتوسع في إقليم منشوريا سنة1931م و إقامة حكومة مندوشوكو سنة1932م الموالية لها ثم بدأوا اجتياحهم الشامل سنة1937م و هي السنة التي انسحبت فيها اليابان من عصبة الأمم و إقامة تحالف الديكتاتوريات(ألمانيا، إيطاليا، اليابان). كما هددت إيطاليا المصالح الانجليزية بالشرق الأقصى باحتلال الحبشة في أكتوبر 1935م، ثم العاصمة أديس أبابا سنة1936م



1-1 يعد الاعتداء الألماني على بولندا سببا مباشرا لنشوب الحرب العالمية الثانية

    أثار هتلر مسألة الممر البولندي سنة1939م و طالب بضم مضيق الدانزيك لكن بولونيا رفضت تسليم المضيق، فألغى معاهدة عدم الاعتداء التي وقعها البلدان سنة1934م، و تشبث بسياسة المجال الحيوي فأعلن الحرب على بولونيا التي كانت تساندها انجلترا و فرنسا في شتنبر 1939م، بينما انضمت إيطاليا إلى جانب ألمانيا في 10 يونيو 1940م. فاندلعت الحرب العالمية الثانية




2- مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين أساسيتين:

-1 امتدت المرحلة الأولى مابين)1939-1942( و تميزت بالمد الألماني  ) :

  شنت ألمانيا هجومها على بولونيا صباح فاتح شتنبر1939م غير آبهة بالتهديدات البريطانية و الفرنسية، فأعلنتا في اليوم الثالث حربهما ضد ألمانيا، و لم ينته شهر شتنبر حتى اجتاحت ألمانيا كل التراب البولوني. فعرضت الصلح على الحلفاء لكنهم رفضوا لذا أعلنت الحرب من جديد بالهجوم على الدانمارك و النرويج في 9 أبريل 1940م. دافعت قوات الحلفاء عن النرويج لكن هتلر سيطر على الموانئ الرئيسة، فحسم الحرب هناك. ثم حول قواته نحو الجبهة الغربية فاجتاح اللوكسمبورغ و هولندا ثم بلجيكا في 27ماي 1940م أما فرنسا فقد حشد قواته نحوها ما بين 8 و 10يونيو 1940 و دخل الألمان باريس في 16يونيو 1940 فتم تأسيس حكومة فيشي بقيادة الفرنسي بيتان. لكن ألمانيا وقعت في خطأ طاكتيكي؛ فهي لم تهاجم مباشرة إنجلترا بل عززت قوتها في الشرق، مما سمح لانجلترا بحشد كل قواها، ثم شنت ألمانيا حربا جوية عليها من غشت حتى شتنبر 1940 تمهيدا لحرب برية لكنها فشلت في عملية الإنزال، فلجأت إلى حرب الغواصات مابين 1941 و 1942م ونجحت في إغراق السفن و إلحاق عجز
تجاري بإنجلترا. ثم حولت ألمانيا باتفاق مع إيطاليا الحرب نحو البحر الأبيض المتوسط فهاجمت الأولى مصر للقضاء على انجلترا سنة1941 و السيطرة على قناة السويس، كما انضمت إلى جانبهما كل من بلغاريا و رومانيا و المجر.


2 -اتسعت رقعة الحرب و انقلب ميزان القوة بانضمام الولايات م.أ. و اليابان:

    قصف الجيش الياباني أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا في المحيط الهادئ يوم7 دجنبر1941م؛ فدخلت الولايات .م.أ. الحرب رسميا في 11دجنبر إلى جانب الحلفاء، كما أن الاتحاد السوفياتي ألغى معاهدة عدم الاعتداء مع ألمانيا باعتدائها على أراضيها يوم 22يونيو1942. بدأ الحلفاء هجومهم المنسق بقيادة إيزنهاور في نونبر 1942م، فتم إنزال قواتهم بالدار البيضاء، ثم نشبت حرب العالمين سنة1942 انتصرت فيها ابريطانيا، و استسلمت إيطاليا و ألمانيا سنة1943. و سقطت روما في 4 يونيو 1944، ثم اتجهت قوات الحلفاء نحو تحرير فرنسا و بلجيكا و وهولندا. أما في الجبهة الشرقية انتصر السوفيات في معركة ستالينغراد سنة 1943 على ألمانيا و دخلوا البلقان، فجاء دور ألمانيا التي باتت تتلقى ضربات الحلفاء فانهزمت و انتحر هتلر سنة1945. أما جزر المحيط الهادئ فقد كثف الحلفاء بقيادة دوكلاس ماك آرثر هجمات جوية و بحرية على اليابان انتهت بانتصار أمريكا في يونيو 1945 ثم استسلمت اليابان بإلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما و نكازاكي في غشت 1945، فوضعت الحرب أوزارها.


3 - أسفرت الحرب العالمية الثانية عن نتائج مادية و بشرية و سياسية :

البشرية
المادية
السياسية
تعرضت البلدان المتحاربة لنزيف بشري، و تعد الاتحاد السوفياتي أكثرها تضررا؛ فقد وصلت الحصيلة 16 مليون مدني و 8.6مليون جندي، تليها ألمانيا بـ2مليون مدني و 4مليون جندي أما الولايات .م.أ. فأقلها تضررا فقد كانت حصيلة القتلى في المدنيين 40ألف أما العسكريين فكان عددهم 300ألف.
ألحقت الحرب خرابا كبيرا بالبنيات التحتية، كما ارتفعت تكاليفها؛ فقد خصصت لها ألمانيا أكثر من نصف الناتج الوطني الإجمالي65.5% سنة1944، هذه النسبة لا تفوق كثيرا باقي الدول إذ عبأت لها و.م.أ 42.7% و اليابان 41% و بريطانيا 36.8% و الاتحاد السوفياتي 35.5%. علاوة على ما سلف تراجعت حيوية بعض الأنشطة الاقتصادية؛ ففي فرنسا تدنى إنتاج الفحم و الفولاذ و القمح بسبب تدمير المعامل و المزارع
انعقد مؤتمر  يالطا في فبراير 1945 قصد إعادة رسم الخريطة السياسية لأوربا، و قد ركز على جعل فرنسا دولة قوية، إلى جانب حصول الاتحاد السوفياتي على الأراضي الممتدة من بحر البلطيق شمالا إلى البحر الأسود جنوبا. أما ألمانيا فقد قسمتها القوى الأربع كما احتلت برلين. و ضمت بولونيا و يوغوسلافيا بعض الأراضي. إضافة إلى ذلك تم تأسيس هيئة الأمم المتحدة لتعوض عصبة الأمم بموجب مؤتمر سان فرانسيسكو و تم التوقيع على ميثاقها في 26 يونيو 1945م و شملت خمس دول دائمة العضوية)فرنسا، إنجلترا، و.م.أ، الاتحاد السوفياتي، الصين(. و من أهداف الهيئة حفظ الأمن الدولي و التعاون الدولي و احترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية بصرف النظر عن اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق